رفعت قبيلة كنتة ذي الأصول العربية لدى المحكمة الابتدائية في تومبكتو دعوى قضائية، ضد الجيشين الموريتاني والفرنسي، بتهمة اختطاف مدنيين ينتميان إلى القبيلة، أثناء الغارة التي شنها الجيشان على معاقل ما يعرف بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وأوضح النائب في بلدية تومبكتو والعضو في القبيلة العربية، التي يتكون سكانها أساسا من مواطنين من أصول جزائرية ومغربية، سيدي محمد ولد محمد. أن مشايخ القبيلة قرروا رفع شكوى لدى المحكمة الابتدائية ضد باريس ونواكشوط، بعد ثبوت تجاوزهما على حرية الأفراد واختطافهما مواطنين اثنين من سكان القبيلة دون سند قانوني، بعد العملية العسكرية ضد معاقل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 22 جويلية الجاري، من أجل تحرير الرهينة ميشال جيرمانو 78 عاما، والذي أعدمه التنظيم يومين بعد ذلك. وأضاف المتحدث في تصريح إعلامي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية وهو يشرح عملية الاختطاف قائلا: ''عندما وصل الجنود الفرنسيون والموريتانيون إلى المعسكر بعد قتل الذين كانوا يبحثون عنهم ذهبوا إلى مخيم صغير واعتقلوا واحتجزوا ثم خطفوا مدنيين هما شيخنا ولد بولا ورابح ولد باموشي''، مؤكدا ''أنهما مدنيان بريئان وقد خطفا تعسفا ونطالب بالإفراج عنهما''. وأشار سيدي محمد ولد محمد، انه ''يتعين على نواكشوط الإفراج على المختطفين البريئين حالا''، مشددا على ''باماكو التحرك لإعادة الاعتبار للشيخ ولد بولا ورابح ولد باموشي''، بعدما فتحت حدودها للقوات الأجنبية بحجة محاربة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكانت فرنسا وموريتانيا قد اقتحمتا معاقل لعناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمنطقة تومبكتو، المشكلة من عدد من القبائل العربية منها كنتة والأنصار والبراببيش، ويتبع كل واحدة من تلك القبائل عدد من الأتباع والحلفاء والموالين لها، بالإضافة إلى وجود العديد من القبائل المستقلة من مثل قبائل الأشراف الأدارسة من الغزافيين، وكل من تهون، وإفوغاس، وكل السوق، والتي قد ينضوي تحت حلفها بعض القبائل أو قد تكون هي في أحلاف وائتلافات مع باقي القبائل العربية والطارقية حسب ما تمليه الظروف على كافة الأطراف المتحالفة.