قامت السلطات الأمنية الموريتانية، أول أمس، باعتقال أحد مساعدي سيدي ولد سيدنا في أحد الشوارع بمقاطعة تفرغ زينه بوسط مدينة نواقشط، اثر ورود معلومات للأمن تفيد أن استقل سيارة. وقد تمكن الحرس من توقيفه بعد إطلاق النار على السيارة التي كان يستقلها، إضافة إلى والدة وشقيقات المتهم الفار، ونقلت مراجع إعلامية موريتانية استنادا إلى مصادر رفيعة من الدرك الوطني، أن السائق الموقوف كان يتردد خلال الأيام الأخيرة على سيدي ولد سيدنا في السجن المدني وأنه ربما يكون من دبر عملية الهروب المثيرة، وأضافت نفس المصادر أنه تم توقيف المتهم الرئيسي الخديم ولد السمان بمهاجمة سفارة إسرائيل بعد محاصرة المكان الذي كان يختبئ فيه صباح الخميس اثر إطلاق نار على سيارة تابعة للشرطة أدى في النهاية إلى سقوط أبرز المطاردين للأمن منذ سنتين. وكانت السلطات الموريتانية قد اتخذت جملة من الإجراءات العقابية على خلفية فرار المتهم سيدي ولد سيدنا خلال ذهابه إلى دورة المياه بقصر العدالة، حيث كانت تجري محاكمة رفقائه، ونقلت مراجع موريتانية انه تم إنهاء مهام كل من القاضي المكلف بالتحقيق في قضايا الإرهاب، نائب وكيل الجمهورية الذي وقع على عريضة خروج ولد سيدنا، يوم أمس من السجن المركزي بنواكشوط، مسير السجن المركزي، كما تم توقيف كاتب الضبط. وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت ليلة الأربعاء الماضي والدة ولد سيدنا ووالده وأربعة من أخواته وجده، كما أوقفت السلطات الأمنية المكلفة بالتحقيق شرطيين آخرين، حيث لاتزال الأبحاث جارية عن سيدي ولد سيدنا، حيث لا يستبعد مراقبون ان تكون "خلايا نائمة" سبق أن أقر وزير الداخلية الموريتاني بوجودها وراء تنظيم عملية فرار ولد سيدنا الذي أكد في محضر استجوابه أيضا وجود "العديد" من الشبكات النائمة المستقلة في موريتانيا. من هو "أبو جندل"؟ صرح سيدي ولد سيدنا المتهم الثاني في قضية اغتيال السياح الفرنسيين، بمنطقة آلاك بموريتانيا، ويوجد حاليا في حالة فرار أنه "متطوع لعمليات انتحارية"، محاولا الإشارة إلى أنه "لا يستهدف أماكن موريتانية أو أماكن يمكن أن تسبب ضحايا بين الموريتانيين ولكن أهدافا أوروبية أو أمريكية"، وكشف على صعيد آخر أنه "يعتقد أن الانتحاريين الموريتانيين الشباب سيوجهون إلى الجزائر وليس إلى موريتانيا"، وقدر عدد الموريتانيين المتواجدين في معاقل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بحوالي 50 موريتانيا شابا أغلبهم مرشحون لتنفيذ عمليات انتحارية.وتقدم تقارير أمنية موريتانية هذا المتهم على انه "عضو نشط في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وكشف خلال التحقيق معه في قضية اغتيال السياح الفرنسيين في محاضر تتوفر "الشروق اليومي" على نسخة منها، أنه توجد عدة خلايا نائمة تابعة لتنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تضم من 3 إلى 5 أفراد مستقلة لتفادي تفكيكها من طرف مصالح الأمن.سيدي ولد سيدنا المعروف ب"أبو جندل" من مواليد 1978 بنواقشط وهو تلميذ بمحضرة قرآنية (مدرسة قرآنية) تم اعتقاله عام 2006 على خلفية اعتداء لمغيطي قبل تبرئته بعد سنة و4 أشهر من الحبس الاحتياطي، وكان في وقت سابق ينتمي للجيش الموريتاني قبل أن يغادره عام 1998.وقال أن الخلايا التي تنشط بموريتانيا تابعة مباشرة لمختار بلمختار، المكنى خالد أبو العباس، أمير المنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية" سابقا عن طريق وسيط اسمه معروف، وهو المتهم الثالث في قضية اغتيال السياح الفرنسيين، واعترف أنه يتم تمويل التنظيم الإرهابي من سرقة السيارات التي يتم بيعها في موريتانيا أو خارجها ويتم تحويل المبالغ عن طريق موفدين من تمبكتو، وأضاف أن أحد أفراد الشرطة المدعو التقي ولد مولاي هو الذي يدعم شبكة تهريب السيارات بتوفير الوثائق، كما انه هو الذي قام بييع السلاح المستخدم في الاعتداء على السياح الفرنسيين. استيراتيجية "القاعدة في المغرب"... ثلاثية الخطف القتل والتفجير ويكشف جواب ولد سيدنا عندما سئل عن استيراتيجية "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أنه يعرف أن "مناضلي الحركة السلفية كانت أصلا مهمتهم محاربة الجيش ولكن بعد تحالف الجماعة السلفية مع أسامة بن لادن أصبحت استراتيجيتها هي محاربة الأوروبيين والأمريكيين، حيثما كانوا في المغرب العربي، وهذه المحاربة يمكن أن تأخذ شكل الاختطاف أو القتل أو التفجيرات، فالرسالة واضحة في ذهن كل مناضل سبق أن أقام في المخيم شمال مالي".وأضاف أن محمد ولد شبرنو، المتهم الرئيسي أبلغه أنه توجد كتيبة مهمة من الموريتانيين المجندين وأن العديد منهم أبدوا استعدادهم للتطوع للقيام بعمليات انتحارية، "وذكر لي من بينهم المدعو أعمر المعروف بالبتار من قبيلة أولاد الناصر والمدعو بابا المعروف بأبي الوليد".