يعتزم أبناء منطقة القبائل، وبالتحديد في كل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، على منتهكي حرمة رمضان، تنظيم إفطار جماعي بنفس الساحات العمومية المقرر أن تشهد انتهاك حرمة الشهر الفضيل، وذلك بتنظيم موائد إفطار جماعي بالإضافة إلى تأدية صلوات المغرب والعشاء والتراويح جماعة في نفس المكان. أكد عدد من الجمعيات المحلية والوطنية، أنها ستنظم إفطارا جماعيا، في الساحات العمومية التي سيقوم فيها أنصار "الماك" بانتهاك حرمة شهر رمضان، وذلك للرد بطريقة حضارية على هؤلاء الشباب "الطائش" الذي يحاول -حسبهم- زرع الفتنة، مؤكدين أنهم لن يستطيعوا ضرب "أصالة وتمسك أبناء منطقة القبائل بدينهم"، حيث من المقرر أن تنظم جمعيات المجتمع المدني، وعلى رأسهم "ناس الخير" و«دير الخير ونساه"، بالتنسيق مع العديد من الجمعيات المحلية القائمة على خدمة الصائمين في هذا الشهر، حيث أكدت جمعيتان وطنيتان رفضتا الكشف عن اسمهما، أنهما بصدد دراسة التحضير لهذا الرد، مفضلين الكشف عن تاريخه في وقت لاحق، بهدف تفادي تصعيد الأمور من طرف جماعة "الماك". كما تم أمس، إنشاء مجموعة من الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي، فايس بوك، من طرف شباب تيزي وزو وبجاية، للتنديد بمثل هذه الأفعال التي تخل بالآداب العامة، مطالبين أقرانهم بالتحضير للرد عليهم من خلال تنظيم موائد إفطار جماعية، وتأدية الصلاة جماعة في الساحات العمومية، وهو نفس الرد الذي كان السنة الماضية بطريقة عفوية من طرف أبناء تيزي وزو، شارك فيها حتى بعض المسؤولين من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. ويستعد هؤلاء الشباب، لتنظيم إفطار جماعي يكون أكبر بكثير من الذي نظم السنة الماضية، بمحاولة استقطاب أكبر عدد من الأشخاص ومن الولايات المجاورة، ورفع شعارات مضادة لتلك التي يرددها أنصار ما يسمى "حركة انفصال القبائل"، حيث وصف أحد أئمة المنطقة المبادرة ب«الطيبة والمباركة" وقال إن تيزي وزو بلد دافع عن الإسلام وأخرج الكثير من العلماء وشبه المنطقة بالعود الذي كلما احترق ازداد ريحه طيبا. من جهتهم، قال سكان المنطقة إن الصوم لله عز وجل والله وحده القادر على محاسبة من انتهكوا حرمته وأن مبادرتهم هذه أكبر رد على من يشككون في إسلامية الأمازيع أو حبهم للدين ودفاعهم المستميت عنه. كما أن العديد من سكان الولاية لا يجدون أي تفسير لانتهاك حرمة رمضان، سوى اعتباره "مؤامرة دنيئة"، يهدف أصحابها إلى إيجاد ذرائع جديدة لزعزعة استقرار المنطقة وانسجام سكانها، خاصة أن ما حدث يعد ثاني مرة على التوالي، بعدما كان غير الصائمين -حسبهم- يحترمون مشاعر غيرهم من الصائمين، فلا يجهرون بفعلتهم، وهو ما جعلهم يطالبون من السلطات المدنية والأمنية التدخل لوقف هذه "المهازل".