ينظم المجتمع الميزابي اليوم وقفة غضب سلمية أمام مقر الولاية احتجاجا على ما آلت إليه الظّروف الأمنيّة، وسقوط المزيد من الأرواح، وهي الوقفة التي تأتي في أقل من أسبوع بعد وفاة شاب بالولاية إثر تعرضه للرشق بالحجارة على مستوى الرأس. وأعلن المجتمع المدني تحت إشراف جمعيات الأحياء والمنظمات الشبانية عن تنظيم وقفة احتجاجية اليوم في حدود الساعة الثامنة والنصف أمام مقر الولاية للتعبير عن غضبهم من الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وأكد المعنيون من خلال بيان تحوز "البلاد" على نسخة منه، أن المنطقة "وصلت إلى مرحلة خطيرة حرجة لا تطاق"، داعين الجميع إلى الحضور بقوة هذه الوقفة للمطالبة بصوت واحد المعنيين بوضع حد للانتهاكات الهمجية والخطيرة في حق مجتمع لطالما كان صمام الأمان للجزائر". كما طالبت جمعيات الأحياء والمنظمات الشبانية بإغلاق جميع المحلاّت التّجاريّة والورشات والمصانع، ودعت الى عدم الحضور بالمركبات وفي حالة الضرورة يرجى ركنها بعيدا. للتذكير فإن شابا ميزابيا لقي حتفه نهاية شهر جوان الماضي متأثرا بإصابته على مستوى الرأس بعد تعرضه للرشق بالحجارة وهو على متن دراجته النارية بمنطقة بوهراوة بغرداية. وأوضح عضو هيئة التنسيق والمتابعة لأحداث غرداية، خضير باباز في تصريح إعلامي، أن الضحية المدعو "اليسع بن محمد عوف" البالغ من العمر 17 سنة، وهو طالب جامعي، قد فارق الحياة مباشرة بعد الإفطار بمستشفى غرداية الذي نقل إليه على جناح السرعة عقب تعرضه للرمي بالحجارة ما تسبب في إصابته بجروح خطيرة على مستوى الرأس. للإشارة، فقد شهدت ولاية غرداية في الأسابيع الماضية هدوءا نسبيا بعد توقف المواجهات التي دامت لأشهر طويلة بين العرب والميزابيين، فيما تعود آخر المشادات بين الطائفتين إلى الأسبوع الماضي حيث أصيب 10 أشخاص بجروح بمنطقة بريان، وذلك أثناء الاحتفال بفوز منتخب الجزائر لكرة القدم على كوريا الجنوبية في مونديال البرازيل، وأعقبت تلك المناوشات أعمال تخريب طالت العديد من المباني العمومية. أكدت مصادر من الولاية مساعي والي ولاية غرداية، عبد الحكيم شاطر لعقد جلسات تمهيدية مع الأخوة الفرقاء في غرداية، تمهد للجلوس إلى طاولة واحدة من أجل التصالح والعفو. إذ ينتظر كثيرون منه هذه الخطوة التي يرونها مبرمجة في جدول مهامه الأولى على رأس الولاية، منذ تعيينه. ولم يخف كثيرون صعوبة هذه المهمة التي يتحملها الوالي الجديد، نظرا لعودة وضعية غرداية إلى مربعها الأول، بسقوط الضحية عوف اليسع.