عاش سكان ولايات الجنوب، خلال اليومين الفارطين، حالة من الخوف الكبير، جراء الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة والتي وصلت إلى حدود 52 درجة، الأمر الذي جعل السلطات ومصالح الأرصاد الجوية، تحذر من التجول خلال الفترة الزمنية المحددة من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية السابعة مساء. وحسب العديد من السكان، اتصلوا ب "البلاد"، فإن شوارع كل من ولايات بشار، ادرار، ورڤلة، غرداية، اليزي والوادي، خلت من الحركة بشكل شبه كلي، ولم يسجل خروج السكان من منازلهم إلا للضرورة القصوى، والأكثر من ذلك يضيف هؤلاء أن الكهرباء انقطعت على فترات عدة، وهو الوضع الذي زاد من متاعبهم في ظل توقف المبردات بشكل نهائي عن العمل. مع العلم أن المساجد حذرت عبر مكبرات الصوت السكان من الخروج والتعرض للشمس، كما حذر الأئمة من ذلك أيضا في دروسهم التي تسبق صلاة التراويح. هذا الوضع حسب العديد من السكان جعل عشرات الصائمين، يُقصروا ويفطروا، على خلفية عدم مقدرتهم على مسايرة هذه الجو الموصوف بالساخن جدا وعدم مقدرتهم على إكمال اليوم، خاصة الأطفال والمسنين الكبار، زيادة على ذلك عرفت العديد من مصالح الاستعجالات توافد ليلي لعشرات المرضى، تعرضوا لضربات شمس، ممن فضلوا المغامرة والخروج إلى الشارع، وهو الوضع الذي جعل هذه المصالح الطبية تعيش على وقع حالة من الاستنفار القصوى على اعتبار التوافد الجماعي للمرضى وأدخل هذا الوضع المصالح الصحية بالولايات المذكورة آنفا في حالة من الضغط الكبيرة. ويتحدث السكان بالقول "إن ارتفاع الحرارة بهذا الشكل وتزامنه مع شهر الصيام لم يعايشوه منذ فترة"، خاصة وأن مصالح سونلغاز، أخلت بوعودها مجددا، حيث كانت قد "بشّرت" السكان بأن صيف هذا العام سيكون دون انقطاعات.