تسببت الأسواق الفوضوية المنتشرة عبر شوارع مختلف بلديات سطيف في عرقلة حركة المرور إلى درجة أصبح التنقل من حي إلى آخر أمرا مستحيلا. ورغم شكاوى المواطنين إلا أن السلطات المحلية عجزت عن القضاء على ظاهرة الأسواق العشوائية التي باتت تحاصر كامل المدينة. هذه المظاهر غير الحضرية انعكست سلبا على الوضع العام بولاية سطيف خلال هذه الأيام، حيث تعرف مختلف طرقات وشوارع المدينة ازدحاما كبيرا في حركة المرور إلى درجة الاختناق بسبب انتشار التجارة الفوضوية للخضر والفواكه وحتى الحلويات والألبسة عبر الطرقات والأرصفة مثلما لاحظناه في كل من بلدية عين والمان، العلمة، سطيف، بوقاعة، عين آزال وغيرها. فعندما نتجول في الشوارع والأسواق السطايفية يثير انتباهنا منظر الباعة الذين يظهرون في الواجهة مع حلول كل شهر رمضان من كل سنة حيث يستحدثون أسواقا مصغرة خاصة بهم، لكنها فوضوية وغير منظمة، فما من مكان نقصده إلا ونجد فيه طاولات نصبها أصحابها من أجل الاسترزاق وكسب مصروف يعينون به أنفسهم لكنهم في المقابل لا يدركون أن ما يعد نعمة لهم هو نقمة على الآخرين ونقصد بذلك المستهلكين الذين صارت بطونهم مستهدفة من قبل هؤلاء. ففي بعض الأسواق المعروفة لندريولي 1014 يصطف عدد معتبر من التجار طيلة الشهر الكريم بمختلف أعمارهم حاملين ما تيسر من سلع فيعرضونها للبيع وهو ما وقفنا عليه أيام رمضان، هناك عدد من الشباب يمارسون تجارتهم الموسمية حيث يضعون سلعهم أمام المارة دون أن يهتموا لتعرضها للغبار والجراثيم التي يمكن أن تنقل الأمراض والأوبئة للزبائن الذين لا حول ولا قوة لهم وهم صيام، خاصة من كانوا لا يقاومون تلك الروائح الزكية وهو ما يتخذه هؤلاء الباعة كنقطة ضعف يستعملونها لصالحهم من أجل مزاولة تجارتهم المزعومة. ومن الصور التي نشاهدها أيضا طوال 30 يوما من الصيام هي امتهان الأطفال الصغار للتجارة ببيع مختلف المواد الغذائية التي لا تستجيب للمعايير الصحية حيث تمتلئ الأرصفة بهم، وتعلو صيحاتهم المروجة للسلع، فإذ بك ترى أغذية سريعة التلف معروضة تحت أشعة الشمس دون مراعاة حجم الضرر الناتج عن ذلك. نذكر على سبيل المثال وجود أنواع من مشتقات الحليب كالأجبان والتونة والألبان وهي أغذية تحتاج أكثر من غيرها إلى درجات حفظ مناسبة، بالإضافة إلى مختلف أنواع العصائر وعلى رأسها "الشاربات" الذي يشتهر كثيرا في هذا الشهر الكريم، حيث يقوم العديد من المسترزقين باتخاذه مصدر رزق، ولا يهم طريقة عرضه في الحر طالما أن ذلك يدر عليهم مالا.