تصاعدت أعمال العنف في غرداية بين المالكيين والإباضيين لتخلف 40 جريحا بينهم 4 في حالة خطيرة، بعد اشتعال المواجهات وأعمال العنف والتخريب بين ليلة الجمعة إلى السبت، حيث عاش حي بابا سعد ليلة عنف دامية بعد تجدد المواجهات بين شباب المنطقة واستمرت أعمال الحرق والتخريب لتطال إحدى العيادات الخاصة إلى جانب محاولة تخريب إحدى المقابر، حيث لم تفلح جهود الدرك والأمن التي عززت تواجدها في الحي في احتواء موجة العنف المتجددة، فيما يسعى الوالي وأعيان المنطقة من خلال لقاءات واجتماعات دائمة إلى تهدئة الوضع المرشح للتصعيد. وقد تعالت أصوات الغرداويين للمطالبة بتهدئة الوضع ووضع حد لهذه الفتنة التي يشعلها "ملثمون" سرقوا السكينة منهم حتى في شهر رمضان دون معرفة الأيادي التي تحركها. وعلى صعيد ميداني وفي مشهد يعمه الخراب والدمار، اشتعلت نيران الفتنة مجددا في غرداية، وتجددت المواجهات بحي بابا سعد ليلة الجمعة إلى السبت، حيث قام ملثمون بحرق أزيد من 30 منزلا، إلى جانب محلات تجارية، وأجبرت العائلات على مغادرة الحي سواء تلك التي أحرقت منازلها، أو تلك العائلات التي هجرت الحي، ورحلت حفاظا على حياتها بسبب مخاوف من اشتعال المواجهات التي لم تنطفئ منذ ليلة أمس الأول، حيث عمت الفوضى وأحرقت المنازل. وأسفرت المشادات بين الطرفين المتنازعين في غرداية حسب مصادر عليمة عن سقوط أكثر من 40 جريحا، بينهم 4 في حالة خطيرة نقلوا للمستشفى بعد المناوشات الجارية بحي بابا سعد، كما تعرضت إحدى العيادات الخاصة هي الأخرى للحرق، وطالت أعمال التخريب أيضا إحدى المقابر التي حاول الملثمون تخريبها غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك، فيما كتبت عليها كتابات توحي بأن الفاعلين هم من المالكيين، وقد فتحت مصالح الدرك تحقيقا بشأن ذلك. تجدد المواجهات استفنر القوات الأمنية في المنطقة، حيث تحركت طائرات الهليكوبتر التي شنت عمليات مراقبة واسعة النطاق، فيما تم وضع وحدات التدخل التابعة للشرطة في النقاط وللدرك الوطني في النقاط الساخنة ومناطق التماس، حيث تم تعزيز تواجد قوات الدرك الوطني في محيط ساحة العقيد لطفي، وشملت عين لوبو وأجزاء من حي بابا سعد في محاولة لتطويق اختراق الجماعات الملثمة هذه الأحياء وبغية الحيلولة دون وصول وسائل الدعم غير القانونية للمشاغبين، فقد قررت مصالح الدرك الوطني التابعة للمفرزة الخاصة وضع نقطة أمنية ثابتة في نقطة التماس الفاصلة ما بين السوق المغطاة وعين لوبو التي تم غلقها، لمنع تمرير وسائل الدعم للمحاصرين داخل قصر الجرايد، من المطلوبين لدى مصالح الأمن المتخصصة. وقد تم نشر فرق من الدرك على بعد كل مائة متر تقريبا، وذلك في إجراء لتعزيز التواجد الأمني قصد احتواء هذا الانزلاق الذي فرض المشاركون في المصادمات و قوات الأمن أسوأ سيناريو يمكن تصوره وهو تنفيذ مطاردات تحت حرارة تفوق 50 درجة مئوية.