خلفت أعمال العنف التي تجددت واشتدت، ليلة أول أمس ونهار أمس،حصيلة ثقيلة من الخسائر، حيث تعرضت 8 بيوت للحرق والتخريب، وتم تدمير 9 سيارات وحرق سيارتين بالكامل، منها سيارة دفع رباعي للشرطة، وأصيب 15 شرطيا بجروح منهم 2 في حالة خطيرة. انزلقت الأوضاع في مدينة غرداية إلى المجهول منذ ليلة الأحد إلى الاثنين، بعد تجدد المواجهات التي بدأت ليلة السبت إلى الأحد في حي القرطي الذي غادرته أكثر من 20 أسرة، لكي تنضم إلى أكثر من 500 أسرة بقيت دون مأوى منذ 3 أشهر. وشهدت الأوضاع على الصعيد الميداني تغيرا، حيث تميزت المصادمات الجديدة بالتنظيم والتخطيط، فالمجموعات التي شاركت فيها باتت تستغل طرقا لخداع قوات الشرطة والدرك وخداع الجانب الآخر، كما اكتشفت قوات مكافحة الشغب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة مع بعض المتورطين في أعمال العنف، وامتدت المواجهات بين الميزابيين والعرب جغرافيا من حي القرطي إلى حيي شعبة النيشان وحي الشواهين، حيث تعرضت أكثر من 8 بيوت للحرق في مناطق التماس. وتواصلت أعمال العنف في هذه المنطقة الملتهبة طيلة يوم أمس، وشهدت بلدية بنورة المجاورة مواجهات لم تتوقف لعدة ساعات، وتعرضت بعض سيارات عابري السبيل للرشق بالحجارة، حيث تم الإبلاغ عن تحطيم 9 سيارات يملكها مواطنون، وأحرقت سيارة أخرى، وفي عدة حالات تعرض أصحاب السيارات للاعتداء بالضرب. وقد أربكت أعمال العنف التي تجددت عشية الانتخابات الرئاسية في غرداية المسؤولين المحليين وحتى على مستوى مركزي. وأشارت مصادر إلى أن الشرطة، التي تحولت إلى هدف لبعض الأشخاص، تدفع ثمن سوء تسيير الأزمة على مستوى مركزي، وقد تعرض عدد متزايد منهم للإصابة بالحجارة والقطع المعدنية والزجاجات الحارقة، وجاء هذا بعد أن خلفت أعمال العنف 14 جريحا في صفوف الشرطة، وأحرق ملثمون مجهولون، ليلة الأحد إلى الاثنين الماضي، سيارة رباعية الدفاع تابعة للشرطة في موقع غير بعيد عن المدخل الشمالي لمدينة غرداية، وأصيب 15 شرطيا في أعمال العنف التي وقعت بغرداية بين ليلة الأحد إلى الاثنين ونهار أمس. وانحرفت أعمال العنف التي أخذت طابعا طائفيا منذ بدايتها في الأسابيع الأخيرة، إلى أعمال عنف تستهدف الشرطة التي باتت مجردة من الوسائل الدفاعية في مواجهة أشخاص يحملون أسلحة بيضاء متطورة وفعالة، وقد علق أحد ضباط وحدات التدخل التابعة للأمن الوطني على الوضع، مشددا على إبقاء هويته مجهولة "يطلب منا المسؤولون التصدي لأعمال عنف سقط فيها 7 قتلى بقنابل الغاز المسيل للدموع"، وأضاف المتحدث إن النتيجة المنطقية لأعمال العنف في غرداية هي أن أكثر من نصف أعوان وضباط الشرطة العاملين في المدينة طلبوا نقلهم إلى ولايات أخرى، ويتخوف مواطنون من سقوط قتلى جدد في المواجهات مع تزايد حدة العنف