مصدر دبلوماسي ليبي ل"البلاد": "قضية سرقة 11 طائرة لا أساس لها ودخول أي طائرة إلى الجزائر رهين تبليغ مسبق" كثّفت وزارة الدفاع الوطني حملة مراقبة حركة الملاحة الجوية خاصة على الحدود الدولية مع ليبيا. وذكر مصدر أمني مطلع ل"البلاد" أن "المجال الجوي مع ليبيا مغلق إلى حد الآن بسبب الاضطراب الأمني غير المسبوق والحديث عن سيطرة ميليشيات مسلحة مرتبطة بتنظيمات إرهابية على طائرات وممرات جوية، حيث تم تفعيل أجهزة الرادارات على مستوى كل المطارات لرصد أي تحركات جوية لأي طائرة تقلع من المطارات الليبية وتدخل الأجواء الجزائرية دون إذن وتبليغ مسبق من طرف الحكومة الليبية". ورفض المصدر إعطاء تفاصيل عن "الحيز الزمني لقرار إغلاق المجال الجوي مؤكدا أن تنسيقا في هذا الإطار يتم مع السلطات الأمنية والسياسية لهذا البلد". من جهته أفاد مصدر دبلوماسي من السفارة الليبية في الجزائر بأن "قرار إغلاق المجال الجوي لأي دولة مسألة سيادية مرتبطة بأمنها القومي لكن ما يتم ميدانيا بين الحكومتين الجزائرية والليبية مبني على أساس تعاون وتنسيق مشترك خاصة في الجانب الأمني بالغ الحساسية هذه الأيام". ورفض المصدر الحديث بشكل صريح "قرار حظر تحليق طائرات ليبية في الأجواء الإقليمية الجزائرية" مؤكدا أن "أي طائرة ليبية قد تضطر لدخول الجزائر بفعل الأوضاع المتوترة رهينة تنسيق حكومي مسبق بين البلدين والسلطات الليبية مسؤولة فقط عن الطائرات التي يتم بشأنها تنسيق وتبليغ مسبق". ونفى المصدر الدبلوماسي الليبي ما روج عن سرقة أو اختطاف 11 طائرة ركاب مدنية في طرابلس. وقال المصدر مستندا إلى معطيات إدارة الخطوط الجوية الليبية حول أسطول الخطوط الليبية الذي يتكون من 17 طائرة، ويعمل بحوالي 60٪ من طاقته، حيث يتم استخدام 10 طائرات بشكل طبيعي، بينما تتواجد 7 طائرات بمطار طرابلس بعضها تعرض لأعمال تخريب نتيجة العمليات المسلحة فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطير إلا بعد إجراء عمليات الصيانة الخاصة بها. وأوضح مصدر أمني تحدث إليه "البلاد" أن قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم قد أعطت تعليمات صارمة للتعامل بجدية مع تفاصيل حركة الملاحة الجوية القادمة من ليبيا، حيث أعلنت حالة استنفار قصوى في المطارات ومن خلال أجهزة الرادارات وأبراج المراقبة"، وتابع المتحدث أن"أي طائرة لن تلتزم بالتعليمات التي ستتلقاها من أبراج المراقبة الجزائرية، سيتم التعامل معها مباشرة قبل اقترابها من المطارات الجزائرية، وأشار إلى أن "الجزائر تتابع ما يحدث في دول الجوار بانشغال وحذر ويقظة حيث يجري تنسيق مع الحكومات اليبية والتونسية والمغربية والمالية والنيجيرية أضافة إلى التعاون والتنسيق الاستخباراتي مع فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا واليونان، لمواجهة أي تهديدات قد تصدر عن الجماعات الجهادية والإرهابية في ليبيا في ظل احتدام الاشتباكات". وعلى صعيد متصل بالوضع الميداني أكد محمد فريخة، الرئيس المدير العام للخطوط الجوية "سيفاكس أيرلاينز" التونسية اختفاء طائرتين من مطار مصراتة الليبي دون أن يتحدث عن اختطاف أو تحويل للطائرتين. وجاء التأكيد الرسمي لحادثة الاختفاء في تصريح خاص لإذاعة "شمس أف أم" أول أمس حيث تحدث المسؤول التونسي عن اختفاء طائرتين من نوع "آربيس" A 320 تابعتين للجوية الليبية، موجها الاتهام إلى ميليشيات استولت على الطائرتين وقامت بتعطيل نظام تحديد الموقع الجغرافي. لكن وكالة أنباء تونس إفريقيا نفت تلك التصريحات ووصفتها "بالإشاعات". والغريب أن محمد فريخة أكد في معرض تصريحه أنه "لا وجود لخطر على تونس طالما اتخذت الجزائر التدابير اللازمة لقصف وإسقاط أي طائرة قادمة من ليبيا عبر المجال الجوي التونسي". لكن لم يصد رأي تصريح من أي مسؤول جزائري يؤكد ما ذهب إليه فريخة.