كشفت معلومات استخباراتية غربية وإفريقية، عن سقوط عناصر مجموعة ليبية سورية مكلفة بنقل شحنة من الكيف المعالج عبر البحر على متن باخرة ليبية أبحرت من المحيط الأطلسي بترخيص من دولة تانزانيا باتجاه ميناء القنيطرة المغربية ، حيث كانت ستمر عبر السواحل الجزائرية والتونسية باتجاه أقصى الجنوب الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط. وتم ضبط المجموعة المتكونة من ليبيين و7 سوريين، بعد متابعة بالأقمار الصناعية عن طريق تصوير تحركات العملية، إذ تشير مصادر إعلامية مغربية إلى أن المعلومات الاستخباراتية الغربية ساعدت على تتبع عملية شحن الباخرة من قارب صيد مغربي قبل أن يتم تطويق المكان وتوقيف المتورطين، وتشير الدلائل إلى أن هذه العملية التي تمت من طرف سلطات المغرب بمساعدة غربية واضحة لها أهمية كبيرة، حيث يُعتقد أن المكلفين بتهريبها لهم علاقة وطيدة بجماعة إرهابية تنشط في دول الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا، لتمويل عملياتها والاعتماد على مداخيلها الخاصة، وما يعزز هذا الطرح أن بعض هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة لها علاقات وطيدة بجماعة ليبية وتونسية متطرفة، ويتعلق الأمر بأنصار الشريعة في كلا البلدين، لكن التحقيقات لم تُسرّب أي من معلومات تفيد بحدوث هذه العلاقة، إلا أن الإمكانات التي تم تسخيرها للعملية التي لا تعدو أن تكون مجرد تهريب لمخدرات يتم تسريب أضعافها عبر الحدود الجزائرية بالأطنان دون أن يكلف المغرب نفسه عناء التدخل، هذه الإمكانات تؤكد بأن الأمر أكبر من مجرد تهريب، لأن المغرب كثيرا ما يغطي على هذا النشاط الذي يُدرّ على المخزن عائدات غير مباشرة تعتبر ثروة خيالية حسب ما تنشره الأممالمتحدة من تقارير في هذا الإطار. وتكمن أهمية العملية في مخاوف غربية من حدوث تحالف وثيق بين جماعات ناشطة في الشرق الأوسط وأخرى في بلدان المغرب العربي من جهة وعصابات مافياوية تنشط في تهريب المخدرات من المغرب تجاه الدول الشرقية مرورا بالجزائر، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير بالنسبة إلى الجزائر كونها دولة مجاورة للمغرب الذي بدأت تظهر فيه تحالفات بين جماعات إرهابية ناشطة في الشرق الأوسط وعصابات المتاجرة في الكيف، وهذا أمر آخر يدعو فعلا إلى القلق كون حجم المخاطر المحدقة بالجزائر وباقي دول المنطقة جراء تحالف الإرهاب مع تجار المخدرات يعتبر مشكلة أمنية تتطلب استراتيجية فعالة، ولحسن الحظ فإن تجربة الجزائر في منطقة الساحل والجنوب الغربي أثبتت نجاعتها في الإطاحة بغالبية وأقوى الشبكات. وفي سياق ذي صلة، تمكنت فرقة حرس الحدود ببلدية القصدير بولاية النعامة فجر أمس، من إحباط محاولة تهريب 4 قناطير و35 كلغ من المخدرات مغربية المصدر كانت في طريقها إلى الغرب الجزائري، وكانت معلومات وردت إلى عناصر الحدود مفادها محاولة تمرير كمية هامة من الكيف المعالج على الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين النعامة والمشرية عبر بلدية القصدير، ليتم ترصد حركة سيارة رباعية الدفع اخترقت الشريط الحدودي، تخلى عنها سائقها الذي لاذ بالفرار نحو الشريط الحدودي دون توقيفه، ولفت المصدر إلى أن السموم المحجوزة تحمل 46 رزمة من المخدرات تتراوح أوزانها من 20 إلى 25 كلغ للرزمة الواحد، بوزن إجمالي قوامه 4 قناطير و35 كلغ من الكيف المعالج.