أشارت تقارير أمس إلى أن الوزير الأول عبد المالك سلال قد عاد إلى الجزائر بدعم أمريكي صريح لمسعى الجزائر في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وذلك دون التنازل عن الإجراءات التي تعتبرها الجزائر سيادية في إشارة إلى القاعدة المحددة للاستثمارات الأجنبية 51/ 49 واجتمع عبد المالك سلال على هامش اختتام قمة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا بواشنطن مع كاتبة الدولة الأمريكية للتجارة بيني بريتزكر وتطرق معها إلى مسألة انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. ووفقا للمصادر، فإن سلال نجح في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بدعم هذا المسعى الذي تتفاوض الجزائر عليه منذ عقود، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية أمس عن بريتزكر استعدادها لدعم الجزائر بشأن الانضمام إلى هذه المنظمة وبتالي إعطاء مزيد من الثقل للملف الجزائري أمام لجنة المفاوضات. وكانت الولايات المتحدة قبل سنوات أكثر الدول التي عرقلت انظمام الجزائر إلى هذه المنظمة، حيث تحفظ مفاوضوها أكثر من مرة على تعميم قاعدة 51/ 49 في بعض القطاعات غير الإستراتيجية مثل الخدمات. كما أعاب ممثلو الولايات المتحدة خلال الجولة التاسعة للمفاوضات على الجزائر عدم استقرار قراراتها التسييرية التي حالت دون انضمامها إلى المنظمة آنذاك، قبل أن يتغير الموقف الأمريكي تدريجيا لصالح الجزائر في السنوات الأخيرة أعقبها تصريح المستشار التجاري لدى وزارة التجارة الأمريكية دوغلاس والاس خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر شهر ماي الماضي، الذي اكد استعداد بلاده لمساعدة الجزائر للانضمام للمنظمة العالمية للتجارة . وفي سياق ذي صلة، سيلتقي اليوم وزير الطاقة يوسف يوسفي كاتب الدولة الأمريكي للطاقة إيرنست مونيز، حيث تبحث الولايات المتحدت الأمريكية في الجزائر عن صفقات جديدة في المجال الطاقة الغير تقليدية خصوصا مع إعلان الجزائر الضوء الأخضر للتنقيب عن حقول الغاز الصخري، وهو مجال سبقت فيه الولايات المتحدة نظراءها فيه على اعتبار أنها من الدول القلائل التي تبيح استغلال هذا النوع من الطاقة الذي تحوم حوله العديد من الانتقادات المتعلقة بالجانب البيئي أساسا، وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية امتلاكها الخبرة والتكنولوجيا الكافية لاستغلال الغاز الصخري دون المساس بالثروة البيئية وهو المنطق نفسه الذي تبناه وزير الطاقة يوسف يوسفي من خلال تصريحه في أكثر من مناسبة أن استغلال الغاز الصخري لن يؤثر سلبا على البيئة وسيتم اتخاذ كافة احتياطات السلامة لعدم تضرر احتياطي المياه الجوفية جنوب البلاد في عملية استخراج غاز الشيست مستقبلا، حيث عبر يوسفي صراحة عن نية الجزائر الاستفادة من الخبرة الأمريكية في التقنيات المتطورة لاستغلال الغاز الصخري، ما يرجح الكفة لتكون أمريكا المرشح الأكبر للظفر بحقول وآبار الجزائر الصخرية خلال الحقبة المقبلة.