قام وزير الصحة "عبد المالك بوضياف" بغلق عيادة خاصة بحي النخيل بوهران والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين من مختلف ولايات الغرب، وجاء ذلك كنتيجة للتحقيق وحملة المراقبة التي باشرتها لجنة من وزارة الصحة على مستوى العيادات الخاصة بالولاية، مثلما انفردت به "البلاد" في عدد سابق بعد الفضائح التي شهدتها هذه العيادة، آخرها حادثة الشاب "بلخروبي بشير" التي تناولناها في عدد 16 أفريل الماضي، حيث توفي الشاب في ظروف غامضة بعد أن دخل العيادة لإجراء عملية جراحية بسيطة بعد أن تعرض لجرح بسيط على مستوى يده، حيث عثر عليه أهله ميتا في مستشفى وهران، وهو ما جعل عائلة الضحية ترفع دعوى قضائية ضد العيادة. وحسبما أفادت به مصادر عليمة، الشكاوى التي تلقاها وزير الصحة خلال زيارته لوهران من هذه العيادة الخاصة التي رفعت إلى الوزارة والدعاوى القضائية المرفوعة ضدها على غرار عيادات أخرى بوهران، جعلت الوزارة توفد لجنة تحقيق ومعاينة وضعت العيادات الخاصة تحت مجهرها، وأسفر التحقيق عن غلق عيادة النخيل بعد حادثة وفاة الشاب بشير بلخروبي، حيث سبق ذلك قرار فصل طبيب رئيسي يشتغل في المستشفى الجامعي بوهران بعد أن تورط في وفاة الشاب بشير بسبب إهمال الطاقم الطبي الذي جعل جرحا بسيطا يتحول إلى مأساة لعائلة الضحية. ثم رفعت لجنة التحقيق تقريرا أسود حول العيادة إلى وزير الصحة الذي أمر بإغلاقها. وأفادت المصادر ذاتها أن الإجراء سيطال عيادات أخرى تم تصنيفها في خانة حمراء بسبب عدم التزامها بأدنى الشروط المهنية وخاصة الإهمال وانعدام النظافة. وقد تجاوزت العيادات الخاصة بوهران الخطوط الحمراء وأصبحت عيادات للموت بامتياز، رغم ما يدفعه المواطن البسيط من أموال طائلة، ونشير إلى أن سجل عيادة النخيل التي تم غلقها حافل بالعديد من الأخطاء والفضائح التي راح ضحيتها مواطنون، أبرزها حالة "فراحي بومدين" من ولاية معسكر الذي لجأ إلى العيادة لإجراء عملية جراحية لرجله عام 1993 وهو شاب في ال 25 من عمره، ليكتشف بعد 16 يوم أن كليته سرقت خلال إجرائه للعملية الجراحية في العيادة المذكورة، وباءت كل محاولاته بالفشل لاسترجاع حقوقه بعد أن فقد رجليه وكليته. وكانت آخر حادثة تسجل تجاوزات العيادات الخاصة وإهمالها بوهران، تلك التي حدثت قبل أقل من شهر والمتمثلة في العثور في رحمها على 20 ضمادة "شاش" نسيها الطاقم الطبي في رحم سيدة أجرت عملية قيصرية في عيادة التوليد "نوار فضيلة" المعروفة باسم "سانتان"، وسببت لها آلاما حادة استمرت شهرين بعد الولادة وكادت تكلفها حياتها لولا أن طبيبة مختصة اكتشفت الفضيحة وأنقذت حياة السيدة التي هدد زوجها بمقاضاة العيادة، مطالبا مسؤولي القطاع بفتح تحقيق في العيادة التي اشتكت منها العديد من النساء الحوامل.