تجاهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة شبان إفريقيا الشمالية لحضور اجتماع نظم بحر الأسبوع الماضي بالبيت الأبيض بمناسبة مرور نصف قرن على حركة الاستقلال الإفريقية في ستينيات القرن الماضي. واقتصر حضور المنتدى على شباب أفارقة من جنوب الصحراء فقط، بعدما كان مقررا دعوة رؤساء الدول الإفريقية منها الجزائر. وقالت مصادر من السفارة الأمريكية، إنه لم توجه الدعوة لأي من الشباب الجزائريين لحضور الملتقى فيما أشارت مصادر إعلامية أن الاجتماع نظم على هامش منتدى اقتصادي سنوي ينظم حول العلاقات الاقتصادية بين دول إفريقا جنوب الصحراء وأمريكا سجل حضور بعض البلدان المغاربية منها الجزائر. وتفصل الإدارة الأمريكية في علاقاتها مع القارة الإفريقية جغرافيا، بين دول شمال إفريقيا التي تضم المغرب والصحراء القريبة والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان عن بقية بلدان القارة، ويفسر هذا التقسيم ربما عدم دعوة ممثلين عن بلدان شمال إفريقيا لحضور الاجتماع. وحرض الرئيس الأمريكي في كلمته أمام 115 شابا إفريقيا تم اختيارهم كزعماء للقارة السوداء في المستقبل، على أن يكونوا قوى التغيير في القارة وإرساء الديمقراطية فيها، موجها انتقادات للقادة الذين تولوا السلطة بعد الاستقلال، وما زالوا متمسكين بالحكم. وقال إنه يأمل أن ''يتحول بعضكم يوما إلى قادة لبلادكم''، وأضاف:''لو فكرتم بالأمر، ففي الستينيات، عندما كان أجدادكم يقاتلون من أجل الاستقلال، كان القادة الأوائل كلهم يقولون إنهم مع الديمقراطية، ولكن ما حصل أنكم عندما تكونون في السلطة لبعض الوقت، تقولون لأنفسكم: لقد كنت قائدا جيدا ومن أجل مصلحة شعبي، يجب أن أبقى''. وقال بأسف: ''هكذا يتم البدء بتغيير القوانين وتخويف وسجن المعارضين، وبمرور بعض الوقت تحول شبان مثلكم، واعدون ويتطلعون إلى المستقبل، إلى ما كانوا يحاربونه''. وصرح أوباما بأنه حرص على مد يده إلى ما وراء الجيل الحالي من الزعماء الأفارقة ليتحدث إلى الشبان الذين سيشكلون مستقبل المنطقة ودعاهم إلى الإدراك بأن الفساد هو عدو القارة الأول. وتحدث أوباما عن ''فرص هائلة'' أضاعتها إفريقيا، وحث الشبان على إصلاح الأوضاع. وقال ''بعد 50 عاما من الآن حين تنظر إلى الخلف تود أن تكون متأكدا من أن القارة لم تفقد هذه الفرص أيضا. وبدورها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إن على القادة الأفارقة الجدد أن ''يعطوا مزيدا من السلطة للمواطنين، من أجل مصلحة الجميع''. ويمثل خطاب أوباما، حسب بعض المراقبين'' استمرارا للرؤية الأمريكية حول نشر الديمقراطية في العالم وفي إفريقيا والشرق الأوسط على الخصوص''، وهو الخطاب الذي يتناقض حسبهم مع ''ممارسات الإدارة الأمريكية التي تدعم الكثير من الديكتاتوريات في العالم بحكم أنها موالية لها''. كما تعمد في كثير من الأحيان إلى ''التشويش على ديمقراطيات ناشئة حين لا تكون موالية لها'' .