"الغارديان": تدخل بعض الدول مثل مصر وقطروالإمارات ينذر بمواجهة إقليمية نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تقريرا يرصد الوضع الليبي منذ رحيل معمر القذافي وحتى الآن، ويقول التقرير إن ليبيا الآن في حالة حرب أهلية مع زيادة الصراع بين الجماعات المسلحة، وتدخل بعض الدول الأخرى مثل مصر وقطروالإمارات في ليبيا ينذر بحرب إقليمية. ويرى التقرير أن أهم الأزمات التي تواجه ليبيا هي خطر الدخول في حرب أوسع نطاقًا. فجزء من الحرب الليبية، وفقا للمقال، هو صراعٌ بين دولتي قطروالإمارات، فقطر تستضيف علي الصلابي، أكثر "الإسلاميين" في ليبيا تأثيرًا، بينما تستضيف الإمارات محمود جبريل، وكلتا الدولتين تدخل، وفقًا للصحيفة، في تنافس رباعي مع إيران والسعودية، وقامت بتقديم مساعدات مالية وعسكرية للجماعات المسلحة الموالية لها. وفي ظل وجود تقارير تفيد بقيام بعض الدول العربية بهجمات جوية في طرابلس، يخشى دبلوماسيون من تدخل قطري مضاد. كما تواجه ليبيا خطر الانقسام إلى دويلات أصغر. فمع وجود صراعات بين مدن برقة وفزان وطرابلس ووقوع طرابلس تحت سيطرة تحالف "فجر ليبيا" وعدم وجود قوة عسكرية تستطيع الحكومة الاعتماد عليها لتوحيد الفصائل السياسية واستعادة طرابلس، يبقى حل التقسيم هو الحقيقة القائمة، وفقا للتقرير. ويتابع التقرير أن تدخل "الناتو" في الوقت الحالي صعبٌ وأكثر تعقيدًا رغم أن لديه القوة للتدخل، فالثوار الذين أطاحوا القذافي هم مَن يتقاتلون فيما بينهم الآن، وما قد يغير من المعادلة الحالية هو تتدهور الموقف الليبي وقيام القوى الإقليمية بالتدخل للسيطرة على الأمور مما قد يشعل حربًا أكبر نطاقًا. ولهذا تُقدِّم واشنطن والاتحاد الأوروبي الدعم الكامل للحكومة المنتخبة مع مساعدات عسكرية محدودة ومحاولة إقناع "الإسلاميين" بالتعاون. ويرى التقرير أن الأوضاع في ليبيا لم تصل إلى الوضع في سورية أو اليمن، ولكنها لم تنجح في إقامة نظام برلماني فعال مثل تونس، فمستقبل ليبيا يتأرجح بين المصيرين مع وجود البرلمان المنتخب من ناحية وتحالف "فجر ليبيا» الذي يسيطر على طرابلس من ناحية أخرى، مضيفا أن مستقبل الديمقراطية في ليبيا يعتمد على الصراع الذي أشعله الإسلاميون بعد خسارتهم في الانتخابات البرلمانية. من ناحية أخرى، تجدد الاشتباكات وأزيز الرصاص هي أبرز ملامح الساعات القليلة الماضية في مدينة بنغازي الشرقية في ليبيا، حيث دارت معارك بين الجيش الليبي من جهة ومجموعات مسلحة تابعة لتنظيم أنصار الشريعة، وقد أسفرت تلك الاشتباكات، بحسب مصادر عسكرية، عن مقتل عدد من الجنود وإسقاط مروحية تابعة للجيش مقابل استمرار التعتيم من جانب أنصار الشريعة على القتلى في صفوفهم. وتحدث عبد الله الناكر، زعيم حزب القمة عن الاستنزاف الهائل لبنى البلاد التحتية بسبب احتدام المعارك بين الأطراف المتناحرة، خاصة مع تزايد انتهاكات قوات فجر ليبيا وممارساتهم من نهب وسلب واستباحة للممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى تهجير قسري للسكان.