قال المحلل السياسي الفلسطيني، سري القدوة، إن عملية وقف إطلاق النار، ستأخذ حيزها الذي خطط له الفلسطينيون، ورفض اتهام البعض لمصر بالانحياز للطرف "الإسرائيلي" على حساب الفلسطينيين، مشيرا إلى أنها كانت الشريك وأنها بوابة غزة. كما دعا المتحدث في الحوار الذي جمعه ب"البلاد"، إلى ضرورة إيقاف الكيان الصهيوني، عن أفعاله المشينة بالضفة الغربية، ومحاولاته الدائمة لطمس الهوية الفلسطينية. - ماهي قراءتكم السياسية للأسلوب الذي انتهج خلال المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية"، وما توقعاتكم للمرحلة المقبلة؟ بخصوص إعلان وقف إطلاق النار بعد واحد وخمسين يوما من العدوان الشرس الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، ودمرت عشرات آلاف المنازل والممتلكات والمساجد والمصانع والمؤسسات والمستشفيات والمقابر، وأزهقت أرواح آلاف الشهداء والجرحى، إلا أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها مع دخول وقف إطلاق النار الدائم والمتبادل حيز التنفيذ. إنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، والتزام الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بما عليهم من واجبات ومسؤوليات تجاه حماية الشعب الفلسطيني، هو مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة، فالمحاولات التي تستهدف وحدة شعبنا ستزداد في المرحلة المقبلة، بعدما فشل الاحتلال الإسرائيلي والمحاور الإقليمية بتفتيت ومصادرة قرارنا الوطني.. وأتصور أن الرد على كل ذلك هو بمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على إفشال هذه المخططات والمحاولات وهي وحدها من يقودنا إلى النصر وإنجاز أهدافنا الوطنية. ما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية يوميا من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الأخلاقية والإنسانية، وللمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات، واستهداف الطواقم الإعلامية، وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والطرق، والمياه والصرف الصحي والأراضي الزراعية، ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها، وإبادة عائلات كاملة، وتهجير أحياء كاملة، وتدمير لمراكز الإيواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. - ما مستقبل العلاقات الفلسطينية المصرية بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بحكم أم مصر كانت وسيطا؟ لا بديل عن مصر، هي بوابة فلسطين ولا بديل عن استمرار الجهد الفلسطيني المصري من أجل حماية شعبنا ومصر ليست طرفا بل شريك فلسطيني.. إن الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوقف هذا العدوان البربري والتدميري، ودور الوفد الفلسطيني في القاهرة سينجح بكل تأكيد لأن هذه الجهود هي تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني الذي يحمل مطالب فلسطين التي أجمع عليها الكل الفلسطيني؛ المتمثلة بوقف العدوان وانسحاب قوات إسرائيل بالكامل من غزة، وإنهاء الحصار وفتح المعابر ورفع الطوق عن الصيادين واتساع نطاقه و ورفع الطوق عن مزارعي الحدود، والتحضير لإعادة الإعمار من خلال تقييم قطاعي تشارك فيه المؤسسات الحكومية المعنية وإطلاق سراح الأسرى دفعة شاليط والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ما قبل أوسلو، وتشمل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار وفتح المعابر.. إن المجتمع الدولي مدعو اليوم إلى دعم هذه المطالب والعمل على تحقيقها، وإلزام إسرائيل بها ونناشد المجتمع الدولي والأممالمتحدة لسرعة إرسال متطلبات واحتياجات أهلنا في قطاع غزة وتوفير كل المستلزمات والخدمات الطبية، ونترحم على نسائنا وشيوخنا وأطفالنا، ومعا لتلتئم هذه الجراح ونبني معا وطنا موحدا لننطلق موحدين من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ال67 وعاصمتها القدس الشريف. وفي ظل هذا الدمار بات أهلنا في القطاع في أمس الحاجة إلى مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات وبشكل عاجل وسريع حتى يلمس أبناء شعبنا في غزة عملا إيجابيا على الواقع الأليم الذي يعيشونه من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية للمواطنين والأسر المنكوبة بما يسهم في التخفيف من معاناتهم ويعمل على تماسك النسيج الاجتماعي وتعزيز الصمود. أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها التي تجسدت في مواجهة العدوان الإسرائيلي الهمجي والصمود في وجهه في الميدان ومن خلال الجهود السياسية المكثفة للقيادة الفلسطينية يأتي في المقام الأول ولا مجال للتشكيك بوحدة الصف الفلسطيني وقدرة شعبنا على إجهاض حالة التوحد والوحدة والعمل على إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر على حماية وطنه واستقرار فلسطين . - طيب.. كيف ترون مستقبل المفاوضات على الجنود "الإسرائيليين" المأسورين لدى المقاومة؟ بخصوص مفاوضات جنود الاحتلال المفقودين.. لليوم لا يوجد تأكيد فلسطيني أو إسرائيلي بخصوص الجنود بشكل حاسم للموضوع، وأعتقد إن وجد جنود تم أسرهم من قبل المقاومة الفلسطينية؛ من الطبيعي أن يتم مبادلتهم بأسرانا في سجون الاحتلال ونحن على ثقة بأن المقاومة ستنجح في تبييض السجون وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، والعمل على إجبار الاحتلال على تحقيق الاستقلال الفلسطيني وعدم تدخله في الشؤون الفلسطينية واعترافه بتقرير المصير الفلسطيني، والوقف الفوري لبناء الاستيطان في الضفة الغربية.