"ثوار بنغازي" يتقدمون نحو مطار بنينا ومفتي الميليشيات يغادر البلاد أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة أن أغلب مقرات الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية في طرابلس باتت خارج سيطرتها، لافتة إلى أنها تمارس مهامها من خارج العاصمة حتى تأمينها. وقالت الحكومة التي تدير أعمالها من أقصى شرق ليبيا لتجنب ضغوط الميليشيات الحاضرة بقوة في طرابلس، في بيان إن "هذه المقرات محتلة من قبل مسلحين بعد أن تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم، حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها، وهددوا وزراءها ووكلاءهم". وأضافت أنه "بات من الخطورة بمكان وصول موظفي الدولة إلى مقار عملهم من دون تعرضهم للخطر، سواء بالاعتقال أو بالاغتيال". وأشارت إلى أن "عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة، بل هاجمت وأحرقت بيوتهم، وروعت أسرهم". وكان رئيس الحكومة عبد الله الثني أعلن في 25 أوت الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في طبرق "1600 كلم شرق طرابلس"، أن ميليشيات قامت بنهب وإحراق منزله في طرابلس. ويومها اتهم الثني ميليشيات "فجر ليبيا"، المتحدر معظمها من مدينة مصراتة بهذا التعدي على منزله الواقع في أحد الأحياء جنوبطرابلس، مؤكدا أن أمن العاصمة غير متوفر عموما، وأن مقر الحكومة مهدد أيضا. وفي بيانها، أكدت الحكومة أن "المباني والمقار العامة للدولة غير آمنة ويتعذر الوصول إلى بعضها بعد أن صارت تحت أيدي المسلحين". ولفتت إلى أنه "حتى يتم تأمين الدولة ومقارها العامة فإن الحكومة ستعمل من أي مدينة ليبية مع استمرار تواصلها بكافة موظفي الدولة والمؤسسات العامة بالعاصمة طرابلس، وستقوم بتسيير الأعمال وما تكلف به إلى حين تكليف حكومة جديدة". وقدمت الحكومة التي لا تتمتع بسلطة فعلية في بلد تسيطر عليه عمليا ميليشيات متناحرة، استقالتها الخميس إلى البرلمان المنتخب الذي يعقد جلساته للسبب نفسه في مدينة طبرق. من ناحية أخرى، كشف نائب ليبي أن البرلمان المنتخب كما قام باستدعاء المفتي الصادق الغرياني للاستجواب، حيث يأتي أن الاستدعاء لمناقشة المفتي حول تصريحات، هنأ فيها مسلحي ميليشيا "فجر ليبيا" وجماعة "أنصار الشريعة"، المصنفتين إرهابيتين، حسب مجلس النواب، بعيد السيطرة على العاصمة طرابلس. ودعا الغرياني وقتها الميليشيات الليبية إلى الإطاحة بحكومة عبدالله الثني الأولى، وبالبرلمان الجديد، ومقره في "طبرق" بأقصى شرق ليبيا. واستنكر نوابٌ في المجلس هذه التصريحات باعتبارها تحض على العنف وسفك مزيد من الدماء وهي ليست من مهام مفتي الديار الليبية، كما دافع الغرياني في السابق عن جماعة "أنصار الشريعة" ورفض اعتبارها جماعة إرهابية. وأضاف المصدر أنه في حال عدم تلبية الغرياني هذه الدعوة سيُعجِّل ذلك في إقالته وإعادة تنظيم دار الإفتاء. وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، من جهتها، نقلا عن مصدر أمني، إن الغرياني "هرب من تلقاء نفسه، ويبدو أنه بادر بذلك لتفادي مشاكل قادمة بعد تزايد الاهتمام بأنشطته". وفي تطور آخر، أعلنت قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" أنها تتقدم صوب مطار بنينا من ثلاثة محاور لتحريره من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما أكدت السفيرة الأمريكية في ليبيا أن سفارتها بطرابلس محمية ولم تتعرض للنهب. وقالت مصادر بالمجلس إن القوات تتقدم نحو المطار من ثلاثة محاور لتحريره والقاعدة العسكرية المجاورة له.