كلّف البرلمان الليبي المنتخب أمس عبد الله الثني بتشكيل حكومة جديدة. وكان الثني رئيسا للوزراء منذ مارس الماضي لكنه واجه تحديا من برلمان مواز يرفض الاعتراف بالمجلس المنتخب، فقدّم استقالة فريقه الخميس الماضي . و جاء تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة فيما تواصل الميليشيات المسلحة بسط سيطرتها على الكثير من المناطق في ليبيا، حيث أعلنت الحكومة المؤقتة ليل الأحد إلى الإثنين أن أغلب مقرات الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية في طرابلس باتت خارج سيطرتها، لافتة إلى أنها تمارس مهامها من خارج العاصمة حتى تأمينها. وقالت الحكومة التي تدير أعمالها من أقصى شرق ليبيا لتجنب ضغوط الميليشيات الإسلامية المسلحة الحاضرة بقوة في طرابلس، إن "هذه المقرات محتلة من قبل مسلّحين بعد أن تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها وهدّدوا وزراءها ووكلاءهم". وأضافت أنه "بات من الخطورة بمكان وصول موظفي الدولة إلى مقار عملهم من دون تعرضهم للخطر سواء بالاعتقال أو بالاغتيال". وأشارت إلى أن "عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة بل وهاجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم". وكان رئيس الحكومة عبدالله الثني أعلن في 25 أوت الماضي خلال مؤتمر صحافي عقده في طبرق (1600 كلم شرق طرابلس)، أن ميليشيات إسلامية قامت بنهب وإحراق منزله في طرابلس. ويومها اتهم الثني الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم "فجر ليبيا" والمنحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق) بالتعدي على منزله الواقع في أحد الأحياء جنوبطرابلس، مؤكدا أن أمن العاصمة غير متوفر عموما وأن مقر الحكومة مهدّد أيضا. وتسيطر هذه القوات على العاصمة طرابلس منذ 24 أوت الماضي بعد أن خاضت معركة طاحنة استمرت زهاء 40 يوما ضدّ قوات تنتمي للتيار "المدني" تنحدر في مجملها من مدينة الزنتان (180 كلم جنوب غرب). وكان أفراد هاتين القوتين المتناحرتين حاليا رفقاء سلاح إبان "الثورة "ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي سقط في 2011. السفارة الامريكية تحت قبضة "فجر ليبيا" أعلنت قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" أنها تتقدم صوب مطار بنينا من ثلاثة محاور لتحريره من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما أكدت السفيرة الأميركية في ليبيا أن سفارتها بطرابلس محمية ولم تتعرض للنهب. من جهة أخرى، نفت السفيرة الأميركية بليبيا تعرض سفارة الولاياتالمتحدة في طرابلس للاقتحام أمس الاول . وقالت السفيرة ديبورا جونس -المقيمة مؤقتا في مالطا- عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن السفارة محمية ولم تتعرض لأي عملية اقتحام أو نهب. مفتي الميليشيات يغادر قام البرلمان الليبي أمس باستدعاء المفتي الصادق الغرياني للاستجواب. ونشرت الأنباء نقلا عن مصدر داخل مجلس النواب، أن الاستدعاء يأتي لمناقشة المفتي حول تصريحات، هنأ فيها مسلحي ميليشيا "فجر ليبيا" وجماعة "أنصار الشريعة"، المصنفتين إرهابيتين، حسب مجلس النواب، بعيد السيطرة على العاصمة طرابلس. ودعا الغرياني وقتها الميليشيات الليبية إلى الإطاحة بحكومة عبدالله الثني الأولى، وبالبرلمان الجديد، ومقره في "طبرق" بأقصى شرق ليبيا. وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، من جهتها، نقلا عن مصدر أمني، إن الشيخ الغرياني "هرب من تلقاء نفسه، ويبدو أنه بادر بذلك لتفادي مشاكل قادمة بعد تزايد الاهتمام بأنشطته".