أثار قرار وزارة التجارة المتعلق باستيراد اللحوم الحمراء من الهند بهدف ملء الفراغ في هذا المجال خلال شهر رمضان الكريم، ردود أفعال واسعة لدى المواطن الجزائري، اتفقت في أغلبها على رفض استهلاك هذا المنتج وذلك لعدة اعتبارات. وأكد أصحاب محلات بيع اللحوم بشوارع العاصمة، الذين شملهم استطلاع ''البلاد'' حول تعاطي الجزائريين مع لحم الجاموس المستورد، أن الزبائن لم يقتنعوا بعد بفكرة اقتناء اللحوم الهندية خلال شهر رمضان المقبل، مفضلين في الوقت ذاته اللحوم المحلية رغم ارتفاع ثمنها مقارنة بنظيرتها الهندية التي من المنتظر ألا يتجاوز سعرها 400 دينار. وقال الجزارون إن المستهلكين يتساءلون كثيرا هذه الأيام عن طبيعة اللحم الهندي، وهو راجع إلى كون المستهلك الجزائري حديث العهد بهذا النوع من اللحوم، الأمر الذي خلق له جملة من الاستفسارات عن هذا اللحم، وكذا مدى صدق بعض الإشاعات الواردة بهذا الخصوص. وأضاف أحد الباعة أن الكثير من الزبائن عبروا له عن رفضهم شراء هذه اللحوم، خاصة بعدما أشيعت أخبار عن عدم تطابقها مع أحكام الشريعة الإسلامية في طريقة ذبحها، الأمر الذي زاد من مخاوف الناس ونفورهم منها ومن جانب آخر ربط الكثير من المواطنين رفضهم الحم الهندي بالإرث الثقافي للمطبخ الجزائري، إذ تعتبر لحم الجاموس دخيلا على المطبخ الجزائري. قالت إحدى السيدات إنها لا تستطيع تغيير عادات الأجداد، خصوصا في شهر رمضان الكريم، إذ لا يمكن التخلي عن لحوم الخرفان والأبقار، واستبدالها بلحوم أخرى لا نعرف عنها شيئا، مضيفة أنها حتى هذه اللحظة تستبعد احتمال استهلاكها لحم الجاموس. تجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة، ومنذ إعلانها عن مشروع استيراد اللحوم الحمراء من الهند، أعدت مخططا بهدف تنظيم توزيع هذه اللحوم بداية من تجار الجملة وكذا التجزئة إلى غاية وصولها إلى المستهلك. وعلى هذا الصعيد، كشف مدير عام شركة تحويل وتغليف وتعليب اللحوم ''سوتراكوف''، جهيد سفيزف، أن نتائج معهد باستور بشأن صلاحية اللحوم الحمراء المستوردة للاستهلاك من المنتظر أن تصدر خلال الساعات القليلة المقبلة، انطلاقا من أن اللحوم سيشرع في تسويقها على مستوى 80 نقطة بيع قبل أربعة أيام من حلول شهر رمضان. وفي هذا الصدد، شدد المتحدث على طمأنة المستهلكين بأن حماية صحتهم ستكون على رأس الأولويات التي ستتخذها الشركة، من خلال الالتزام بالصرامة في تطبيق ما تنص عليه القوانين في هذا الشأن، لاسيما ما تعلق بالفحص الدقيق لهذه اللحوم المستوردة كما هو الشأن بالنسبة لكل المواد الغذائية التي تدخل الإقليم الجزائري.