انتقد الناطق الرسمي باسم اتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، الإجراءات التي اتخذتها الجهات الوصية لتأمين المواد الواسعة الاستهلاك، كما هو الشأن بالنسبة للحوم الحمراء التي تقرر استيرادها من الهند، باعتبارها حلولا ''ظرفية'' من شأنها بحسبه الإبقاء على أصل المشكلة. ولم يستبعد المتحدث أمس في اتصال مع ''البلاد'' المضاربة في أسعار هذه اللحوم خلال شهر رمضان الداخل، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تتخذ السلطات العمومية هذه التدابير قبل 6 أشهر على أقل تقدير. تفاديا لما قد ينتج عن الاستعجال في تطبيقاته على مستوى جميع الفاعلين على غرار المستوردين، الموزعين والتجار. وبالموازاة مع ذلك، اعتبر ممثل اتحاد التجار الأسعار المقررة للحوم الهندية المستوردة والتي من المقرر أن تتجاوز 450 دينارا بالمرتفعة مقارنة أن اللحوم المجمدة المستوردة تفقد 90 بالمائة من قيمتها الغذائية، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز عزوف المواطنين عن استهلاك هذه اللحوم . من جهة أخرى، حذر مصدر من اتحاد التجار والحرفيين من أن اللحوم المستوردة من الهند لن تساهم في الحد من ارتفاع أسعار اللحوم الطازجة المحلية، بل ستعمل على ارتفاعها خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن هذا القرار لن يحل مشكلة ندرة اللحوم نظرا لإقبال المستهلكين عليها جراء تخوفهم من اقتناء اللحوم المستوردة من الهند . وأشار نفس المصدر إلى أن الظروف البيئية لدولة الهند والجزائر وكذا الأمور المتعلقة بشروط النظافة والصحة وحتى الأمور المتعلقة بالدين تختلف بين البلدين، إضافة إلى تحذير خبراء وبياطرة من انتشار فيروسات قد تنتقل مع هذه اللحوم إلى الجزائر وتتسبب في عدة مضاعفات صحية، وذكر أنها العوامل التي ستجعل المواطن يتخوف من استهلاك اللحوم الهندية ليقبل تبعا لذلك على اللحوم المحلية الطازجة وهذا ما سيجعل أسعارها ترتفع خلال شهر رمضان. أما فيما يخص اللحوم البيضاء فقد توقع مصدرنا أن سعر اللحوم البيضاء قفز في ظرف أسبوع بزيادة 150 دينارا للكيلوغرام الواحد، فبعدما كان سعره لا يتعدى 230 دينارا للكيلوغرام الواحد ارتفع إلى 400 دينار في بعض المناطق. وأكد في السياق ذاته أن أسعار اللحوم البيضاء ستبقى مرتفعة حتى بعد شهر رمضان خاصة أن أعلاف الدواجن ارتفع في السوق العالمية وهو مبرر حسبه لارتفاع أسعارها، ولم يستبعد أن يصل سعرها أي اللحوم البيضاء إلى 450 دينارا خلال الأيام المقبلة خاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل. وأرجع المصدر ذاته الفوضى الحاصلة في أسعار اللحوم البيضاء إلى الأسواق الموازية التي أثرت -حسبه- بصورة كبيرة على إنتاج اللحوم البيضاء، فاتحة المجال للمضاربة وارتفاع الأسعار، فضلا عن العوامل المتعلقة بنفور مربي الدواجن من هذا النشاط نظرا للأمراض والأوبئة إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل، الكهرباء والغذاء.