تراجعت وزيرة التربية الوطنية، عن الدرس الافتتاحي الذي كان مبرمجا سابقا حول الكوارث الطبيعية، حيث اختارت بن غبريط افتتاح الموسم الدراسي 2014 2015 بدرس حول موضوع "الوحدة الوطنية أمانة". وأكد العديد من المتتبعين للشأن التربوي بالجزائر أن له صبغة سياسية إذ يرتبط بالأحداث التي تعرفها دول الجوار من عدم استقرار والذي أثر سلبا على شعوب هذه لأخيرة كما له علاقة ايضا بالأحداث الأخيرة التي عاشتها بعض ولايات الوطن على غرار ولاية غرداية. وتهدف وزيرة التربية نورية بن غبريط، من خلال هذا الدرس إلى تلقين التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية الثلاثة أهمية الوحدة الوطنية، والمساهمة في نشر ثقافة السلم، حيث راسلت الوزارة جميع مديريات التربية الخميس الماضي لاتخاذ جميع الإجراءات والاستعداد لتقديم الدرس الافتتاحي حول الوحدة الوطنية باعتبارها "ركيزة أساسية للتلاحم الاجتماعي والوئام المدني وإطارا للعيش معا" مثلما جاء في المراسلة المرفقة ببطاقات بيداغوجية توضح عناصر الدرس وطريقة تقديمه بكل مرحلة من المراحل التعليمية الثلاث، والتي تنطلق من طرح الإشكالية التالية على التلاميذ من طرف الأساتذة "إن حب الوطن ليس أقوالا وأناشيد وشعارات بل أفعالا وأعمالا وسلوكات ومنهاجا في الحياة يتحمل الجميع أمام الله والتاريخ مسؤولية وأمانة الوفاء بعهد الاستخلاف"، للوصول بالتلميذ في النهاية إلى استخلاص أن الوحدة الوطنية "هي التي تردع الفتن في المجتمع وتتصدى لكل من يحاول أن يزعزع استقرار الوطن وشعار الدعوة الى لغة الحوار بين أفراد وجماعات الوطن هو للجميع لأن من يعيش على أرضه له الحق في المشاركة في بناء حضارته". وحثت الوزارة الأساتذة على ضرورة إبراز "قدسية الوحدة الوطنية وتمجيدها واحترامها والتمسك بها والعمل على ترقيتها خدمة للوطن والمواطن"، مع إبراز المسؤولية الملقاة على الجميع كل في موقعه للحفاظ على الوحدة الوطنية وأمن الوطن وسلامته واستقراره ونموه وتطوره، وينتظر أن توزع مديريات التربية اليوم المنشور على جميع مدراء المؤسسات التعليمية على المستوى الوطني لاختيار الإطار التربوي الذي سيقدم الدرس الافتتاحي الذي سيكون محور نقاش مفتوح بين الأساتذة والتلاميذ حول الوحدة الوطنية خلال عملية التقديم بالأقسام الدراسية. وأكد المتتبعون للشأن التربوي أن سبب تراجع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، عن درس الكوارث الطبيعية، واستخلافه بدرس حول الوحدة الوطنية، أنه قرار سياسي، ربطوه بما تعرفه دول الجوار على غرار ليبيا وتونس ومصر من عدم استقرار والذي أثر على شعوب هذه الدول، يضاف اليه الأحداث الأخيرة التي عاشتها عدة ولايات من الوطن خاصة غرداية والتي عاشت عدم استقرار كبير وتحاول الوزارة من خلال هذا الدرس غرس روح الوحدة الوطنية لدى التلاميذ، خاصة أن تلقين تلاميذ في السنوات الأولى من التعليم له أهمية كبيرة في تنشئة الفرد.