تزايدت مطالب سكان الحي القصديري جبل أبو ليلة المحاذي لوزارة الدفاع الوطني بطفارة التابع إقليميا لبلدية الأبيار، بضرورة ترحيلهم والاستفادة من برنامج ولاية الجزائر الخاص بالسكان القاطنين في الأحياء الفوضوية. يعيش سكان الحي عشية رمضان، حالة من الاستياء والغليان حول نوايا السلطات المحلية وقراراتها المنتظرة تجاه الحي وسكانه متسائلين عن إمكانية ترحيلهم إلى شقق لائقة في أقرب الآجال خصوصا بعد عملية الترحيل الأخيرة لسكان وادي قريش وديار الكاف ثم استمرت الأسبوع الفارط مع أحياء من بلديات العاصمة الشرقية . السكان الغاضبون من الاقصاء من هذا البرنامج يترقبون نشرات الأخبار وأي جديد يخص حيهم الذي يقطنون به منذ الاستقلال مهددين في حالة عدم استفادتهم من السكنات كباقي سكان البيوت القصديرية المجاورة بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين البريد المركزي وبن عكنون وشن إضراب عن الطعام. كما هدد البعض الآخر بإضرام النار في أجسادهم أمام مرأى المسؤولين المحاذين لمكان تموقعهم. الحي الذي تتخبط فيه عائلات في وضعية كارثية للغاية تتقاسم الحياة مع الجرذان والزواحف وكل أنواع الحشرات الضارة وتتجرع بمكان تواجدها كل المعاناة نظرا لافتقاره لأدنى ضروريات العيش الكريم، عشية الشهر الكريم دون أن يثير شفقة مسؤولي البلدية الذين يتنافسون في قضاء أيام العطل رفقة عائلاتهم ضاربين وضعية الحي وسكانه عرض الحائط المتواصلة منذ الخمسينيات بكل أشكال الغبن والذل المتمثلة في اكتظاظ العائلات داخل الأكواخ الصفيحية الشبيهة بخم الدجاج والمتميزة بحرارتها المرتفعة خلال الصيف وشدة برودتها وكثرة تسربات المياه عبرها خلال الشتاء يضاف إليها انتشار الأمراض والحساسية داخلها نتيجة الرطوبة الخانقة وانعدام النظافة الناتجة عن انتشار الأوساخ المنزلية والمياه المستعملة المتعفنة مع الغياب التام لقنوات الصرف الصحي أو الاعتماد على المراحيض التقليدية كتشييد المطامير داخل البراريك. ويتساءل السكان البالغ عددهم ال400 عائلة عن مصير الأكواخ القصديرية الواقعة بين أماكن حساسة من المفروض أن تكون الأولوية لها في عملية الترحيل إضافة إلى أن هذه البيوت القصديرية تعد من بين أقدم البيوت القصديرية في العاصمة التي تعود إلى عهد الخمسينيات. للإشارة فإن هؤلاء السكان ينحدرون من العاصمة أبا عن جد.