كشف رئيس مجلس قبائل الطوارق في ليبيا، مولاي قديدي عن دعمه الطرح الجزائري القاضي ببعث حوار بين الفرقاء الليبيين في سبيل تجاوز الأزمة التي تعيشها البلاد، مؤكدا رفضه لأي تدخل عسكري في ليبيا من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليكون بذلك ثاني هيئة بعد حزب إخوان ليبيا الذي ناشد الجزائر لعب دور الوساطة بين الأطراف الليبية لحل القضية سياسيا. وانتقد قديدي أمس، الأطراف الداعية إلى التدخل العسكري في ليبيا، العربية منها والغربية، موضحا أن تجاوز الظروف الصعبة لا يتم بتدخل عسكري مباشر لفرنسا أو غيرها من الدول، وإنما يتحقق بالحوار السياسي، وأضاف أنه على دول العالم أن تفكر في منح مساعدات إنسانية لإنقاذ الشعب الليبي عوض التفكير في مصالحها الناجمة عن التدخل قائلا: "هذه الدول التي ترى أن التدخل العسكري هو الذي سيحل المشكلة، عليها البحث عن الوسائل أخرى غير التدخل العسكري المباشر كالمساعدات الإنسانية التي يجب أن يلجأ إليها المجتمع الدولي". وتحاول الجزائر الدفاع عن موقفها الرافض للتدخل في ليبيا في كل مناسبة، بالرغم من الضغوط الممارسة عليها من قبل فرنسا وغيرها، ولعل زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي إلى الجزائر أمس تدخل في هذا الإطار، إلا أن وجود قوات أجنبية على الحدود الجزائرية مرفوض من حيث المبدأ. وكان وزير الدفاع الفرنسى جون أيف لودريان دعا إلى "التحرك في ليبيا قبل فوات الأوان" واستنفار المجتمع الدولي في هذا الإطار، قائلا في تصريحات لصحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرتها الثلاثاء الماضي، "يجب أن نتحرك في ليبيا، بوابة أوروبا والصحراء الكبرى وتجنيد المجموعة الدولية لذلك"، وكشف عن تعاون مع الجزائر في هذا الإطار، وهو ما نفته الجزائر على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة. وأضاف رئيس مجلس قبائل الطوارق، أن ليبيا تحتاج إلى مساعدة من الدول الشقيقة والصديقة فيما يتعلق بالجانب الإنساني، هذا يمكن أن يؤدي إلى إيقاف هذه الحرب الشعواء التي تدور على الأرض الليبية"، مؤكدا دعمه لأي وسيلة توقف الحرب بعيدا عن أي تدخل أجنبي، داعيا الأطراف الليبية إلى الحوار لتجاوز الظروف الصعبة.