يرتقب أن يحل قائد أركان الجيش الفرنسي، الجنرال بيار دو فيلي، بالجزائر السبت القادم في إطار زيارة عمل ستخصص لدراسة العديد من الملفات وعلى رأسها التهديد الإرهابي في منطقة الساحل جنوب الصحراء والوضع الأمني في ليبيا الذي أصبح يهدد أمن دول الجوار ومصالح الغرب ويشكل مصدر قلق مزمن بالنسبة لفرنساوالجزائر ودول المنطقة. قال الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر« الذي أورد الخبر نقلا عن مصادر دبلوماسية في الجزائروباريس أن زيارة قائد أركان الجيش الفرنسي، الجنرال بيار دو فيلي تأتي بعد اقل من أربعة أشهر من تلك التي قام بها للجزائر وللمرة الأولى وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، وكانت في 20 ماي الماضي، وتتزامن مع والوضع الأمني المتدهور في ليبيا، والذي يشكل تهديدا مباشرا لدول المنطقة وحتى بالنسبة لفرنسا. وقال وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في حديث صحفي خص به اليومية الفرنسية »لوفيغارو« ونشر أمس، انه على فرنسا أن »تخذ موقفا مما يجري في ليبيا« ، وقال المسؤول الفرنسي أن الجنوب الليبي تحول إلى ملتقى بالنسبة للمجموعات الإرهابية التي تأتي إلى هذه المنطقة من أجل الحصول على المؤن التي تحتاجها وعلى السلاح وإعادة تنظيم صفوفها..«، وأشار المسؤول الفرنسي إلى »عمليات الاتجار المتنوعة التي تقوم بها تلك المجموعات لتمويل احتياجاتها، ومنها الاتجار بالبشر والهجرة غير شرعية للخارج بواسطة قوارب بدائية«. وقال وزير الدفاع الفرنسي أن انهيار الدولة واحتمال تحول ليبيا إلى »خلافة« يشكل مصدر قلق لدول المنطقة »التي تعتبر بأن الخطر الإرهابي هو اكبر بكثير مما كان عليه في عهد نظام العقيد معمر القذافي، وأن فرنسا تتحمل جزء من المسؤولية عن هذا الوضع، وبحسب نفس المصدر فإن الرئيس التونسي منصف المرزوقي والرئيس التشادي إدريس دبي طلبا من فرنسا التدخل، وتمت مناقشة موضوع التدهور الأمني في ليبيا وسيطرة المجموعات الإرهابية على الأرض في هذا البلد مع كل من الجزائر ومصر. وكشف وزير الدفاع الفرنسي عن مساعي تقوم بها بلاده للتدخل عسكريا في ليبيا تحت غطاء أممي وبالتعاون مع الجزائر بصفتها اكبر دولة إقليمية خاصة في الجانب العسكري وأضاف لودريان في الحوار الذي خص به »لوفيغارو« أن »هناك ضرورة أن تتعامل فرنسا مع الوضع في ليبيا وأن تستنفر الأسرة الدولية حول مصير هذا البلد واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة تعد فرصة يجب اغتنامها لتناول الوضع في ليبيا«، واستطرد في نفس السياق مؤكدا: » إمكانية قيام القوة العسكرية الفرنسية (برخان)، التي تتخذ من تشاد مقرا لها، بالتوجه نحو الحدود الليبية وذلك بالتنسيق مع الجزائر التي تعد طرفا إقليميا فاعلا و كافة دول المنطقة«. وتطرح تصريحات وزير الدفاع الفرنسي تساؤلات كثيرة حول مضامينها وحول طبيعة الدور الذي تريده باريس من الجزائر في ليبيا، هل سيقتصر الأمر فقط على فتح المجال الجوي أمام المقاتلات الفرنسية للقيام بمهام عسكرية في العمق الليبي وتوفير المعلومات والمساعدة على ضمان تأمين الحدود وغلقها تماما في وجه المجموعات المتطرفة كما حصل خلال العملية العسكرية »سيرفال« التي نفذتها القوات الفرنسية بمشاركة بعض الجيوش الإفريقية قي شمال مالي في ,2012 أم يتعدى الأمر إلى مشاركة الجيش الجزائري في عمليات قتالية داخل التراب الليبي؟ ويستبعد جل المراقبين مشاركة الجيش الجزائري في أي عمل عسكري فرنسي على التراب الليبي، وسبق للوزير الأول عبد الملك سلال أن أكد هذا الموقف المبدئي والذي يشكل عقيدة الجيش الجزائري، في أكثر من مناسبة وقال صراحة بأن الجزائر لن تتدخل عسكريا في ليبيا، وتفضل الجزائر ترجيح كفة الحلول السياسية ومشاركة دول المنطقة في البحث عن حل نهائي يعيد لليبيا أمنها واستقرارها، وسبق للجزائر أن أعلنت أكثر من مرة على لسان سلال وعلى لسان رئيس دبلوماسيتها رمطان لعمامرة رفضها لأي تدخل أجنبي في ليبيا، علما أن فرنسا تتحمل كامل المسؤولية عن الوضع الأمني المتدهور في ليبيا بعدما تسببت الحرب التي أضرمتها في 2011 للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في القضاء على كل معالم الدولة في ليبيا وأغرقت هذا البلد في حمام من الدماء وحولته إلى ارض مستباحة أمام المجموعات الإرهابية ومختلف أجهزة الاستخبارات التابعة للعديد من الدول الغربية والخليجية وحتى الإسرائيلية.