استبعد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن تكون التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الفرنسي جون أيف لودريان قد تضمنت أي دعوة أو تلميح لتدخل عسكري أجنبي في ليبيا. ورجح أن ما تناولته الصحف على لسان لودريان حول نية فرنسا توسيع عملياتها العسكرية من شمال مالي إلى ليبيا بمساعدة الجزائر هو حسبه قراءة خاطئة لمضمون التصريح. وأكد على هامش الندوة العربية حول "دور النساء والأمهات في الحفاظ على الاستقرار الأسري والتماسك المجتمعي"، المنعقدة بالعاصمة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية "لا أعتقد أن هذا الذي صرح به ومن الضروري الرجوع إلى نص وروح ما صرح به الوزير الفرنسي". كما أكد لعمامرة في نفس السياق أن فكرة التدخل العسكري في ليبيا غير مطروحة أصلا، وأن "الحوار الوطني" هو الحل الذي ترافع من أجله الجزائر لتحقيق مصالحة وطنية وتعزيز المؤسسات الاقتصادية، وأن هذا هو المتفق عليه الآن رغم تعدد الأطروحات المقترحة لحل الأزمة الليبية والوصول إلى حوار بناء وفاعل بين الفرقاء الليبيين. وجدد في نفس السياق دعوة الجزائر للفرقاء الليبيين لتبني حوار وطنيا في ليبيا، وثمّن قرار مجلس الأمن الأممي تشديد منع وصول الأسلحة إلى ليبيا. للإشارة، فإن وزير الدفاع الفرنسي جون أيف لودريان، كان قد أكد في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الثلاثاء أن التحرك في ليبيا يجب أن يتم في أقرب وقت "يجب أن نتحرك في ليبيا، بوابة أوروبا والصحراء الكبرى وتجنيد المجموعة الدولية لذلك". واعتبر لودريان أن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسّع في اتجاه الحدود الليبية، مضيفا أن "كل هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع الجزائريين وهم عامل مهم في هذه المنطقة". كما حذّر وزير الدفاع الفرنسي من الخطر الذي أصبحت تشكّله ليبيا على دول المنطقة وعلى أوروبا نفسها، قائلا: "أصبح الجنوب الليبي بشكل خاص بؤرة تقصدها المجموعات الإرهابية للحصول على ما تحتاجه بما في ذلك الأسلحة والدعم".