تواجه الجزائر تنظيما إرهابيا جديدا لم يسبق وأن عرفته من قبل، والذي يتوقع أن يكون أكثر خطورة من تنظيم القاعدة، ويتعلق الأمر بتنظيم هجين أطلق عليه اسم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، وهو وليد عن انشقاق أحد أكبر قادة تنظيم القاعدة في المغرب المدعو خالد أبو سليمان واسمه الحقيقي قوري عبد المالك، الذي أعلن ولاءه لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب"داعش"، ليولد بذلك تنظيم جديد يملك خبرة وتجربة القاعدة في القتال في الجزائر ويحمل الأفكار المتطرفة لداعش. هدد "داعش"، بالتوسع إلى دول شمال إفريقيا والساحل وإعلان الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي، التي كان من المفترض أن تتخذ تونس عاصمة لها، إلا أن المفاجأة غير المتوقعة أن يولد تنظيم داعشي في الجزائر، يتزعمه احد أبنائها، وهو عبد المالك قوري الملقب بخالد أبو سليمان في الثلاثينيات من العمر، المنحدر من ولاية بومرداس، حيث التحق بالتنظيم أواخر التسعينيات قبل أن تتفطن إليه أجهزة الأمن ويسجن، وبعد إطلاق سراحه في 2001 عاد إلى صفوف التنظيم، وكان من بين الإرهابيين الذين يعتمد عليهم زعيم القاعدة عبد المالك دروكدال، حيث نفذ عديد الهجمات في ولاية بومرداس والمناطق المجاورة لها، وبعدما أطاحت قوات الأمن بكتيبتي الأنصار والفاروق في المحور الخطير بين بومرداس، تيزي وزو والبويرة، عيّن على رأس كتيبة الأرقم التي أصبحت الأخطر في المنطقة، وتمكن من تنفيذ عمليات عديدة ونجح في تجنيد مراهقين وشباب وحتى تلاميذ للالتحاق بالتنظيم. وأعلن أبو سليمان، انشقاقه عن القاعدة ومبايعته لما يسمى ب"خليفة المسلمين" أبو بكر البغدادي، كاشفا عن تنظيمه الجديد الموالي لداعش "جند الخلافة في أرض الجزائر"، وربط الأسباب بان القاعدة انحرفت عن مسارها، قائلا "القاعدة الأم انحرفت عن الجادة"، وأن داعش هو التنظيم الأحق بالمبايعة، وجاء في بيان له نشرته مواقع إعلامية ولم تتبين صحته بعد، "نعلن البيعة لأبي بكر البغدادي، على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، والعسر واليسر"، مضيفا "بشرى لشيخ الإسلام الذي له رجالا في المغرب العربي"، ومؤكدا "إنهم جند للخلافة في الجزائر، وسهام تنتظر أمر البغدادي ليرمي بها حيث شاء". وتقرر تأسيس التنظيم، بحسب البيان "بعد اجتماع لمجلس شورى منطقة الوسط في كتيبة الهدى وبعض السرايا التي كانت تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث تم الاتفاق على تأسيس جند الخلافة في أرض الجزائر بقيادة خالد أبي سليمان وبيعة البغدادي. يأتي هذا في وقت تعتزم فيه دول الغرب التدخل في ليبيا عسكريا، وتمارس فيه الضغط على الجزائر لتشترك في العملية، فيما تحاول هذه الأخيرة التمسك بموقفها الداعي إلى الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، ولعل وجود قائد أركان الجيش الفرنسي في الجزائر جاء في ذات الإطار، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان التنظيم الجديد سيغير خطة الجزائر في المنطقة، ويرغمها على إعلان الحرب على داعش بشتى الوسائل، حفاظا على استقرارها الذي كبدها خسائر بشرية ومادية معتبرة.