خصصت بلدية سكيكدة 130 مليار سنتيم للنظافة وتطهير المحيط العمراني حيث ستتدعم الحظيرة البلدية عما قريب بتجهيزات تقنية متطورة من شاحنات متخصصة ووسائل عصرية لتنظيف الشوارع والأزقة الضيقة التي لا تستطيع الشاحنات العادية الدخول إليها فضلا عن تجهيزات تقنية كانت مصالح النظافة والصحة العمومية قد اقترحت وأوصت بها حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي. هذه التجهيزات ستسمح بالوصول إلى مستوي مقبول من حيث نظافة المدينة المعروف عنها كواحدة من أهم المدن السياحية والساحلية في البلاد ويقصدها كل صيف عدد كبير من المصطافين من كل جهات الوطن إلى جانب سياح أجانب يتزايد عددهم من سنة إلى أخرى. وتعتزم البلدية حسب ما أكده رئيسها إعادة تقسيم المناطق والمواقع الجغرافية للمدينة وإطرافها بين المؤسسة البلدية للنظافة ومؤسسة كلينسكي والخواص وإشراك المؤسسات الصغيرة ومؤسسات تشغيل الشباب الحاصلين على تراخيص في تنظيف المدينة وإعادة تدعيم المؤسسة البلدية وتفعيلها وإزالة المشاكل والصعوبات المادية والتقنية التي تتعرض لها مند سنوات عديدة. ولا يخفى علي أحد الوضع السيئ والمتدهور الذي تعرفه النظافة في مدينة سكيكدة التي تحولت من مدينة يشبهها سكانها القدامى بباريس الصغرى في الستينيات إلى مدينة تنتشر فيها القمامة في كل الأمكنة والساحات العمومية والأحياء القديمة والجديدة في كل مكان وتجري المياه في الشوارع الكبيرة ويجسد الشارع الرئيسي ديدوش مراد المثال السيئ لواقع النظافة في المدينة إذ لا تبرحه الأوساخ المتراكمة فيه علي طوله من ساحة أول نوفمبر إلى باب قسنطينة. وأمام المحلات التجارية الذين لا يقومون بتنظيف الأماكن المقابلة لمحلاتهم إلا نادرا وقليل منهم فقط من يفعل ذلك رغم المسؤولية القانونية والإدارية الملقاة على عاتقهم. ويلوم الناس كثيرا المجالس الشعبية السابقة التي تعاقبت على تسيير شؤون البلدية فيما يتعلق بالتقصير في ترك الوضع ينحدر الى اسفل مستوى حتى بات يضرب المثل بسكيكدة كمدينة غير نظيفة. كما يلام الأميار علي عدم جديتهم وصرامتهم بشأن اتخاذ موقف متشدد من أصحاب المحلات التجارية بشارع ديدوش مراد وإرغامهم بقوة القانون علي تنظيف المساحات المقابلة لمحلاتهم كما يفرضه القانون. وإذا كانت الشرطة الحضرية المكلفة بمراقبة النظافة في المدن الجزائرية قد انسحبت من الميدان على المستوي الوطني مع بداية السبعينيات لأسباب مختلفة، والحق أن هذا الانسحاب خلف أضرارا فادحة بالمحيط العمراني وبالنظافة ككل في كل الحظائر الوطنية بما في ذلك مدينة سكيكدة، فإن البلدية تتحمل كذلك نصيبا كبيرا من المسؤولية في تجنيد الإمكانيات والوسائل المادية التي بحوزتها لتطهير المظاهر المخلة بالنظافة ومنها التوقف غير المفهوم وغير المبرر للبلدية مع نهاية الثمانينيات في استخدام الشاحنات الصهاريج ليلا لغسل الأحياء والشوارع وتطهير البقع الملوثة.