تشهد عاصمة الولاية سكيكدة هذه الأيام حركة غير مسبوقة شملت تنظيف و تطهير الأحياء السكنية و رفع القمامة من الطرقات ، وجاءت العملية في إطار خطة و ضعتها بلدية سكيكدة بمشاركة عدة ادارات و هيئات لتنظيف وجه المدينة وإزالة الأوساخ عنها بهدف تبيان إشراقها و اعادة النظافة لمدينة الفراولة. وحددت العملية 22حيا سكنيا برمجت بها تحركات لإزالة الأوساخ وكنس الشوارع و رفع القمامة المتراكمة مع تسخير جميع الوسائل المادية و البشرية لتسهيل تنفيذ عملية التنظيف من خلال تجنيد أعوان النظافة و الشاحنات التي أوكلت لها مهمة نقل المخلفات بعيدا عن التجمعات السكانية ، و رغم أن السكان استحسنوا المبادرة التي ستتمكن من احداث التغيير بمنطقتهم السكنية إلا أنها اعتبرت بالمرحلية تكهنا بعودة الوضع إلى حاله بعد انتهاء العملية لغياب الوعي لدى المواطن. من جهة و تقصير السلطات المحلية التي لا تفرض القوانين على عمال النظافة و تتهاون بأهمية نظافة المحيط ، ويستدل المواطنون على ذلك بحملة التنظيف التي طالت سكيكدة استجابة لأوامر الوزير الأول “عبد المالك سلال “حيث تم تنظيف الشوارع و إزالة القمامة من أقبية العمارات التي تحولت إلى مأوى للفئران و مختلف القوارض و ماهي إلا أيام حتى رجعت سكيكدة كما كانت قمامة متراصة عند مداخل و أقبية العمارات ، وفضلات عند أطراف الشوارع الرئيسية و أكوام من المخلفات على الأرصفة و كأن عمال النظافة لا يمرون من تلك الأماكن. وستساهم التحركات الأخيرة للسلطات المحلية بسكيكدة في انقاص مشكلة “الوساخة “ لكنها لن تقضي عليها إلا بإتباع إجراءات ردعية ضد المتسببين بتلويث المحيط مع التزامها بالقيام بواجبها المتعلق بمراقبة الجهات المكلفة بتنظيف المدينة و التي تستفيد من مبالغ مالية ضخمة لإنجاز ذلك العمل و الحرص على وضع مخطط لتحرك عمال النظافة يراعي عملهم بعاصمة ولاية وليس دشرة . فلم يعد من اللائق أن يتم رفع القمامة عند الساعة التاسعة صباحا مع ما يسببه الأمر من إزعاج للسكان و الزوار ، كما لم يعد مقبولا أن يتم تجاهل ضرورة العمل بالليل ليجد المواطن صبيحة اليوم الموالي أرصفة نظيفة تبهج الناظر لاسيما وأن الأمر يتعلق بمدينة سياحية يقصدها يوميا آلاف الزوار خاصة صيفا .