خرج الأمين العام للأفالان عمار سعداني من عباءة الحزب الموالي الذي "يصفق" على قرارات السلطة، إلى التاكيد على أنه حزب الأغلبية وسيكون له دور الرقيب والتوجيه في المرحلة المقبلة، وخيّر سعداني بلهجة شديدة بين أن يكون هذا الحزب في الحكومة وإما أن يكون في المعارضة التي شبه تحركها "بكرة قدم"، ليطلق دعوة لأحزاب المعارضة في شكل مبادرة جديدة للتوافق والمشاركة في تعديل الدستور. وأوحى عمار سعداني في ندوة صحفية عقدها امس بمقر الحزب بحيدرة، أن مشارورات تعديل الدستور ستدخل مرحلة جديدة وتعطى لها مساحة أخرى لمشاركة المعارضة، حين قال وذلك استجابة لرغبة الرئيس، لا سيما بعد تأكيده بأن كل ما يقوله ويقوم به يرضي الرئيس، وقال "لا معنى لتعديل الدستور دون إشراك المعارضة". ورافع عمار سعداني، في خطاب حمل الكثير من الرسائل ،لكنه رسم دور الحزب في المرحلة القادمة، لصالح التغيير الذي يطلق لأول مرة من حزب موالي للسلطة، حيث قال "لماذا نعيد النظر في الدستور إذا لم نطلب الإصلاحات"، وأضاف "نحن كحزب الأغلبية نطالب بالتغيير إذا كان هذا عيب فنحن راضون به، وإذا كان مطلب الجميع فإننا ندعوهم معنا للتغيير"، وهذا كلام موجه لأطياف المعارضة التي قال إنه لابد أن تحظى بحقها وترفع عنها الضغوط، وهي إشارة قوية إلى أن سعداني يدعو المعارضة إلى طرح مقترحاتها حول تعديل الدستور للنقاش والمشاركة من أجل إحداث التغيير الذي تطالب به، حيث قال في هذا الصدد "إن خيار المقاطعة غير مجدٍ". وفي المقابل شبه سعداني أحزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي ب "فريق كرة القدم "لدى تساؤله عن "سرّ الاجتماعات التي تعقدها أسبوعيا والغرض منها فكل حزب له توجهه وبرنامجه، لكن لابد أن نلتقي ونقترح ثم نقيم نقاط الاختلاف والإتفاق". ودعا الذين "يريدون إنهاء مهام بوتفليقة الانتظار 5 سنوات أخرى"! وخلافا لبقية أحزاب المعارضة، استثنى عمار سعداني "جبهة القوى الإشتراكية "ووصفها ب "الحزب الوطني". في سياق آخر، واصل الأمين العام لحزب جبهة التحرير عمار سعداني المرافعة لصالح حكومة أغلبية يسيّرها الأفلان على اعتبار أنه الحزب السياسي الأهم في المجالس النيابية والولائية والمحلية وصاحب الأغلبية، ويضيف بشكل من التفصيل : "لا بد أن تعود الكلمة لجبهة التحرير في تشكيل الحكومة المقبلة وتسيير الشأن العام، إن الحزب الذي يحصل على الأغلبية لا يصفّق لرئيس حكومة ليس من حزبه، ولا يتفرج على تعيين الولاة والمسؤولين". وبلهجة باتت أكثر تصعيدا من ذي قبل، شدّد سعداني "إما نكون في السلطة على إاتبار أننا نملك الأغلية، وإما نكون في المعارضة".