قضى معارضو الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وكذلك مؤيدوه نحو 3 سنوات، في انتظار حكم القضاء المصري في دعوى اتهامه بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير 2011. وعلى الرغم من ترحيب ناشطين سياسيين بقرار إحالة مبارك للمحاكمة في قضية قتل الثوار، قضية القرن، إلا أن الترقّب الممزوج بالخوف من إخلاء سبيله، يسودان المشهد قبل أيام من جلسة النطق بالحكم، المقرّر لها يوم السبت المقبل. ومصدر خوف هؤلاء ما وصفوه ب"سيطرة قوى الثورة المضادة" على مقاليد السلطة في مصر، بعد وقوع الانقلاب العسكري في 3 جويلية 2013، وتولي عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية. ودفعت مشاعر الخوف ناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للدعوة للتظاهر، في مناطق لم يكشفوا عنها بعد، بالتزامن مع الجلسة التي ستنعقد بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، شرقي البلاد. وشدّد ناشطون ينتمون إلى حركات سياسية عدة على أهمية تلك الدعوة في التأكيد على أن "الثورة مستمرة"، بحسب تعبيرهم. من ناحية أخرى، انقسمت الجالية المصرية في الولاياتالمتحدة بين معارض ومؤيد للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يزور نيويورك، ومن المنتظر أن يلقي اليوم كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على هامش الاجتماع. ودعت حملة "الجميع من أجل العدالة" المعارضة، إلى تظاهرة، تحت شعار "ضد الطغيان، ضد الديكتاتورية، ضد العبوديّة"، اليوم، وهو الموعد المفترض لخطاب السيسي أمام الجمعية العامة. وكان عدد من المصريين المقيمين في نيويورك قد وزعوا منشورات تدعو إلى تظاهرة ضدّ زيارة السيسي. كذلك جابت سيارات نقل شوارع المدينة، وُضعت عليها صور تبيّن عنف النظام المصري، تزامناً مع بث مكبرات الصوت أغنية "بلادي بلادي". وفي المقابل، تجمع العشرات من مؤيدي السيسي بالقرب من مكان إقامته، وأعلنت "الصفحة الرسمية للدعم الإعلامي والإلكتروني للسيسي في الولاياتالمتحدة"، تنظيمها وقفة أمام مبنى الأممالمتحدة لدعمه.