أثارت تصريحات وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي التي أعلن فيها رفضه عودة الوجوه القديمة للساحة السياسية، الكثير من السجال، حيث أشادت القوى الثورية والسياسية بهذه التصريحات التي اعتبرتها تأكيدا على أن مصر لن تعود إلى ما قبل ثورة 25 جانفي، بينما سخر “فلول” مبارك من كلام السيسي واعتبروه محاولة لطمأنة الشارع، وألمحوا إلى أنهم من حشدوا لاحتجاجات 30 جوان التي أسقطت الإخوان وجعلت من السيسي “زعيما شعبيا”. أكد صلاح حسب الله نائب رئيس حزب المؤتمر أنه لا يمكن للسيسي أن يعزل 3 ملايين كانوا ينتمون إلى الحزب الوطني المحل من الحياة السياسية، واعتبر تصريحات وزير الدفاع محاولة منه لكسب المزيد من الشعبية وبعث الطمأنينة في نفوس المصريين، وقال حسب الله الذي يعتبر من أبزر الشخصيات في الحزب الوطني المحل في تصريح ل “الخبر”، “نحن ضد إقصاء أو عزل أي شخص من الحياة السياسية إلا من تورط في سفك الدماء أو التلاعب بالمال العام وسرقة ممتلكات الدولة، والسيسي لن يستطيع عزل 3 ملايين شخص”. من جانبه، سخر الصحفي عبد الله كمال المقرب من عائلة مبارك ورجل الأعمال المعروف أحمد عز من تصريحات السيسي، وكتب على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عددًا من التغريدات المتهكمة على الفريق السيسي، وألمح خلالها إلى أن “الفلول” ونظام مبارك هما اللذان حشدا لاحتجاجات 30 جوان التي أقصت الإخوان من الحكم وجعلت من وزير الدفاع “زعيما شعبيا”، ولفت إلى أن عددا من الوزراء الموجودين في الحكومة الحالية مثل درية شرف الدين والمهندس إبراهيم محلب محسوبون على “الفلول”، بالإضافة إلى السيد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين التي وضعت الدستور. وفي شأن منفصل، تستعد مجموعة من الأحزاب الليبرالية والقوى الثورية لتنظيم احتفالية ضخمة بملعب القاهرة غدا الاثنين، للاحتفال بتحقيق أولى خطوات خارطة الطريق المتمثلة في موافقة الناخب المصري على الدستور الجديد، واعتبرت القوى الثورية أن إقرار الدستور يكشف مدى صمود وتمسك المصريين بإنهاء المرحلة الانتقالية، وهي الخطوة التي تمثل –حسبهم- المسمار الأخير في نعش جماعة الإخوان المسلمين. ورغم كل الأزمات والمشاكل التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، إلا أن الاستفتاء على الدستور الجديد في مصر نجح أن يمر بخسائر أقل بكثير من المتوقع، ووسط إقبال جماهيري مقبول، تحديدا فئة النساء اللاتي ملأن اللجان الانتخابية، ورقصن على أبوابها وفي الشارع على وقع أغانٍ تمجد بطولات الجيش، وأن دعوات المقاطعة لم تجد نفعا، لتنطلق مصر إلى السؤال التالي الأكثر صعوبة، من هو الرئيس القادم؟ وتزداد تساؤلات المصريين حول موقف وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي من الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يرى البعض أن السيسي أرجأ إعلانه الترشح للرئاسيات رسميا لحين الانتهاء من الاستفتاء وتحديد نسبة المشاركة، حيث بلغت نسبة مشاركة الناخبين في استفتاء 2012 في عهد الرئيس السابق محمد مرسي 32%، والآن تتحدث مصادر عن أن نسبة المشاركة بلغت 40%، وكذا مدى استجابة المصريين لخارطة الطريق ورضاهم عن الأحداث الأخيرة التي عاشتها البلاد، ويتوقع متابعون أن يعلن السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية يوم 25 جانفي المقبل، تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للثورة المصرية، وبين مؤيد ومعارض وخائف من وصول السيسي لكرسي الرئاسة، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على سؤال طال انتظاره. في غضون ذلك، أشارت تقارير إعلامية إلى أن المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت سيلقي خطابا للشعب اليوم، يعلن فيه حسم تعديلات خارطة الطريق، وذلك بإعلان إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، والإعلان عن تفاصيل النظام الانتخابي للبرلمان المقبل. ولفتت المصادر إلى أنه فى حال إلغاء الرئيس لخطابه، فإنه سيصدر بيانا مكتوبا في هذا الشأن. ميدانيا، تظاهر عشرات من طلاب جماعة الإخوان المسلمين بمختلف الجامعات المصرية، للمطالبة بإخلاء سبيل عدد من زملائهم المعتقلين على خلفية اتهامات بالتورط في أعمال عنف وقعت داخل الجامعة.