قال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو، إن مبادرة الإجماع الوطني التي تطرحها الحركة "مفتوحة أمام جميع من يؤمن بضرورة التغيير السلمي مع السلطة وهي مطروحة منذ انتهاء المؤتمر الخامس للحزب"، مؤكدا أن الحركة "طرحت الفكرة بين المناضلين وتم إيجاد صيغة لذلك وهي خارطة طريق واضحة المعالم لتجسيد ذلك المقترح على الأرض". إلى ذلك، أفاد محمد نبو في حديث ل "البلاد" ، على هامش الوقفة الاحتفالية التي نظمتها قيادة جبهة القوى الاشتراكية احتفاء بالذكرى ال 51 لتأسيس الحزب بداية الاستقلال من طرف مناضلين ثوريين ووطنيين على رأسهم زعيم الحزب الموجود حاليا في سويسرا حسين آيت احمد، بأن "الأفافاس" رفض الدخول في لعبة تنسيقية الانتقال الديمقراطي ورفض حضور اجتماع الأرسيدي يوم 10 سبتمبر الجاري، وكذلك اجتماع مبنى مداومة علي بن فليس الأسبوع الفائت، لأنه يؤمن بأن هذه الاجتماعات لن تجدي نفعا مقابل اللقاءات الثنائية التي تؤمن بها الحركة في إطار مبادرة الإجماع الوطني". في المقابل ندد السكرتير الأول للأفافاس، بحادثة اغتيال الرهينة الفرنسي متسلق الجبال "هرفي غوردال"، الأربعاء الماضي، بأعالي جبال "تكجدة" في جرجرة من طرف جماعة إرهابية تدعي انتماءها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، معتبرا هذا الفعل "لا يمثل الجزائر والجزائريين ولا منطقة القبائل". وفي السياق، أكد عضو الهيئة الرئاسية في الأفافاس علي العسكري، أن مبادرة الإجماع الوطني مطروحة منذ سنة 1963 مرورا بجميع المحطات التاريخية التي مرت بها الجزائر، وجبهة القوى الإشتراكية تدعو لهذا الحل، حاثا الصحفيين على ضرورة قراءة جميع الأرضيات التي ساهمت فيها الحركة منذ الاستقلال لاستيعاب مبادرة الإجماع الوطني. وأكد العسكري أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا وجود له في الجزائر، بالرغم من محاولة جماعة إرهابية ذبحت رهينة فرنسي في جبال القبائل تبنيها فكر هذا التنظيم، مرجعا ذلك إلى قوة عالمية تريد تقسيم المنطقة العربية والمغاربية من خلال استغلال هذه التنظيمات المتطرفة. في المقابل، أبدى العديد من قدماء جبهة القوى الإشتراكية في تدخلاتهم تأكيدهم على أن ما يطرحه الأفافاس اليوم من "إجماع وطني، كان أحد أسباب تأسيس الحزب سنة 1963، نظرا لغياب هذا المفهوم عند السلطة آنذاك". كما حذر لخضر بورڤعة، أحد مؤسسي الحزب رفقة حسين آيت أحمد، من المخططات التي يرسمها الغرب حاليا لتفتيت العالم العربي تحت مسميات مختلفة منها "الربيع العربي"، كما لم يستثن من انتقاداته بعض الأنظمة العربية، قائلا "الجزيرة والعربية والشيخ القرضاوي أحد أسباب ما تعيشه المنطقة العربية"، في إشارة لدورهم في تأجيج ما يسمى بثورات الربيع العربي.