أكد المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني الهامل، أن الجزائر مستهدفة بكل أنواع الجريمة المنظمة بسبب الأوضاع الأمنية التي تسود معظم دول الجوار والمنطقة، وهذا يجعلنا بحاجة لمحاربة كل أشكال الجريمة المنظمة، وهذا عن طريق اكتساب الخبرات الأجنبية لمحاربة مثل هذا النوع من الجريمة العابرة للأوطان من خلال محاربة الإرهاب وتهريب الأسلحة ومكافحة تبييض الأموال والهجرة غير الشرعية. وأشاد اللواء عبد الغاني الهامل بالتعاون الأمني الجزائري الفرنسي في مجال مكافحة كل أشكال الجريمة المنظمة في إطار المصالح المشتركة للبلدين، واصفا إياه بالتعاون النوعي والناجح على كل المستويات بهدف ضمان أمن المواطن في إطار دولة القانون واحترام حقوق الانسان. وقال الهامل في كلمته الافتتاحية التي ألقاها بمناسبة افتتاح اشغال الملتقى الجزائري الفرنسي لمحاربة الجريمة المنظمة، زوال أمس، بالمدرسة العليا للشرطة "علي تونسي": "إن اتفاق التعاون الأمني بين الجزائروفرنسا الذي أبرم بتاريخ 25 أكتوبر من العام الماضي حقق أهدافه المسطرة، وهذا الملتقى يجسد الارادة المشتركة للبلدين من اجل محاربة الجريمة المنظمة، وكذلك تعزيز ميادين التعاون حتى نكتسب المزيد من التجربة والخبرة في هذا المجال، لا سيما في ظل تطور أساليب الجريمة العابرة للأوطان باستعمالها لكل التكنولوجيات الحديثة". واعتبر المدير العام للأمن الوطني أن المرحلة الحالية بالنظر للتطورات التي تشهدها مناطق البحر الابيض المتوسط والساحل والشرق الأوسط والمغرب العربي، يستوجب على الجزائر الاستفادة من كل الخبرات والتجارب الممكنة من اجل التصدي لشبكات الإجرام وتبييض الأموال وتهريب البشر والأسلحة، إضافة إلى المخدرات، خاصة وأن الجزائر باتت مستهدفة من طرف جارنا "المغرب" المنتج الأول للقنب الهندي، حيث كشف في هذا الصدد عن حجز أكثر من 51 طنا من القنب الهندي في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية، ناهيك عن تهريب ثروات البلاد من بنزين ومواشي ومواد غذائية. كما دعا عبد الغاني الهامل إلى ضرورة تطوير قدرات الأمن الوطني في مجال محاربة الجريمة المنظمة من خلال التماشي مع التكنولوجيات الحديثة لحماية الوطن والاقتصاد من شبكات الإجرام. من جهته، أشاد ممثل البعثة الفرنسية نائب الأميرال ماران جيليه بالتعاون الفرنسي الجزائري في المجال الأمني، مؤكدا استعداد بلده مساعدة الجزائر بكل الخبرات والتجارب والوسائل الحديثة للتصدي لمثل هذا النوع من الجرائم الخطيرة على استقرار البلدين واقتصادهما. وقال بالمناسبة "فرنسا اكتسبت خبرة كبيرة في مجال محاربة الجريمة المنظمة، والتعاون مع الجزائر حقق أهدافه وأعطى ثمارا فعالة مكنتنا من تحقيق نتائج ملموسة في هذا المجال". وأضاف "الأمن الجزائري فعال وناجح، وهذا التعاون بيننا مكننا من وضح حجر اساس لتكوين منظومة تعاون مشتركة من شأنها أن تحمي المصالح المشتركة للبلدين".