أفادت السلطات التونسية بأن قواتها الأمنية تمكنت بالتعاون مع قوات الأمن المشتركة المتخصصة الجزائرية من إحباط محاولة التحاق مجندين جزائريين بتنظيم "داعش" بالعراق، وهذا في إطار التنسيق الأمني بين البلدين والتعاون المشترك لمحاربة الجماعات الإرهابية من أجل إيقاف عملية التسلل للإرهابيين من دول المنطقة للعراق. وأفاد المصدر الذي نقل الخبر أن قوات الأمن الجزائرية أحبطت مخططا لتنقل عدد من أتباع التيار السلفي الجهادي إلى العراق، بعدما شنت حملة اعتقالات وملاحقات، ببعض المناطق التي تتميز بانتشار الفكر السلفي. وقد كان للعملية علاقة بإيقاف جزائريين في تونس، كانا في طريقهما للأراضي العراقية للالتحاق بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث تم فتح تحقيقات معمقة مع عدد من الموقوفين لتفكيك شبكات التجنيد التي بعثت نشاطها من جديد بالجزائر، مستغلة حالة الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة، من جهة والتحالف الغربي ضد "داعش" الذي أكسبها تعاطفا عند البعض. وتدخل هذه الحملة في إطار الوقاية من الأخطار المترتبة عن عودة هؤلاء لأرض الوطن، في حالة وصولهم إلى "داعش" وتشبعهم بفكره المتطرف، إضافة إلى إمكانية استغلالهم من طرف التنظيم المذكور للقيام بعمليات انتقامية في دولهم، وهو ما يترتب عن بيعتهم لمن أطلق على نفسه خليفة المسلمين. وفي إطار التعاون الأمني التونسي، باشرت قوات الأمن الجزائرية بالتنسيق مع نظيرتها التونسية، تأمين الحدود الشرقية لمنع أي تسلل وهو ما أفضى إلى نتائج إيجابية مؤخرا، إضافة إلى إجهاض المخططات الإجرامية التي يعتزم التنظيم القيام بها مستغلا الانشغال بعيد الأضحى المبارك. كما كثفت قوات الجيش الجزائري، من إجراءاتها لمراقبة الحدود الجنوبية مع ليبيا، ورفعت حالة التأهب إلى درجتها القصوى، خاصة بعد أن رفضت بعض المليشيات من بينها فجر ليبيا ومجلس ثوار بنغازي، دعوة الجزائر للحوار بين الفرقاء الليبيين، مما قد يترتب عليه قيام هذه المليشيات بعمليات انتقامية قد تستهدف الجزائر. وتتمثل الحالة القصوى في التعامل الجدي مع أي مركبة تخترق الحدود مع ليبيا، كون الحدود مغلقة منذ شهر ماي الماضي، إضافة إلى حفر بعض الخنادق بالمناطق التي يصعب مراقبتها بشريا، كون الحدود تمتد على مسافة 974كم مع الأراضي الليبية و37 كم مشتركة بين ليبيا وتونسوالجزائر. تجدر الإشارة إلى أن قوات الجيش الشعبي الوطني تمكنت ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيين من قتل 5 أجانب وجرح أربعة آخرين في كمين نصبته لهم في عين ڤزام بولاية تمنراست 2000 كلم جنوبالجزائر على الحدود مع دولة النيجر، حيث أفاد بيان وزارة الدفاع بأن المجرمين كانوا على متن سيارتين رباعيتي الدفع تم تدميرهما. كما قام الجيش في نفس اليوم ونفس المنطقة بتوقيف ثلاثة مواطنين نيجريين وبحوزتهم "بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة، كما تم حجز سيارة رباعية الدفع وخمس دراجات نارية". وكثف الجيش الجزائري في الأشهر الماضية عملياته في جنوب البلاد الصحراوي الشاسع وعلى طول الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي لمنع تسلل المجموعات المسلحة وعصابات التهريب والهجرة غير الشرعية.