انتقدت الحركة الشعبية - قطاع الشمال الرئيس السوداني عمر حسن البشير وحزبه الحاكم، متهمة إياه بالتنصل من الحوار الوطني والسعي لإفشال مجهودات الاتحاد الأفريقي لإحلال السلام، والاستعداد لشن حرب واسعة الصيف المقبل على ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور. وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، الصادرة أمس، فإن الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان قال، في تصريحات لموقع السودان تربيون "أنا أقول بوضوح إن الخرطوم تتجه للحرب، ولإحباط كل مجهودات مجلس السلم والأمن الأفريقي وأمبيكي، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع الخرطوم بجدية". وكشف عرمان أن قوات من الجنجويد تتجه الآن إلى النيل الأزرق، وقد تم استدعاء 10 ألف من الجنجويد والدفاع الشعبي إلى جنوب كردفان كما تم رسم خطة للعمليات في دارفور. وتأتي تصريحات عرمان النارية عقب قرار الحكومة السودانية تأجيل استئناف المفاوضات المقررة مع الحركة في 14 أكتوبر. وكان نائب الرئيس السوداني إبراهيم الغندور أعلن، الأحد الماضي، تأجيل جولة المفاوضات مع الحركة الشعبية إلى ما بعد 25 أكتوبر، لتزامن الموعد مع انعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الحاكم، ووجود البعض من أعضاء الوفد المفاوض في الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج. واعتبر الأمين العام للحركة الشعبية أن خطوة تأجيل المفاوضات "قتلت البرنامج المقترح للحوار، وهذه ضربة مباشرة وإحباط مباشر مع سبق الإصرار والترصد لمجهودات الاتحاد الأفريقي وللمجهودات السودانية كلها لقيام الحوار الوطني والوصول إلى سلام واتفاق". وأضاف عرمان أن "البشير دعا إلى الحرب، وتملص فعلياً من الحوار لأنه وجد أنه سيكون حقيقياً، وأن القوى السياسية تطالب بحوار جدي ولا أحد يمكن أن يذهب لإعادة إنتاج مشروع المؤتمر الوطني القديم الذي مات وانتهى".