أفادت مصادر متطابقة بأن مصالح الأمن والعدالة تجري تحقيقات موسّعة حول هيكلة تنظيم "جند الخلافة" الذي أعلن مبايعته ل"داعش"، وتتركز التحريات وفقا لافادات أمنية حول تشكيلة الجماعة التي نفذت عملية اغتيال الرهينة الفرنسي بيار إيرفي غوردال في أعالي جرجرة بتيزي وزو، ويظهر من بين الأجانب الذين يرحج انخراطهم في عملية الاختطاف والإعدام اسمي إسماعيل ولد جلي المدعو أبوحيان وهو موريطاني الجنسية وكذا السوري محمد العدناني الذي ظهر في أحد تسجيلات التنظيم وهو يقرأ قصيدة شعرية بلكنة خليجية. وأشار موقع مجلة "جون أفريك" أمس إلى أن العدناني وهو شاب في العشرينات قد دخل الجزائر بطريقة غير شرعية متسللا من أحد المنافذ السرية قبل أن يأخذ طريقه إلى معاقل تنظيم "جند الخليفة" الذي يتزعمه "خالد أبوسليمان". وتساءلت المجلة الصادرة من باريس عن العلاقة بين التنظيم الإرهابي والسوريين الذين يكونون قد تسلل في صفوفهم إرهابيون بصفة لاجئيين تحت غطاء اللجوء هروبا من الأزمة المتفاقمة في سوريا خاصة أن الجزائر تؤوي حاليا ما يزيد على 250 ألف لا جئ يحملون الجنسية السورية. من جهتها مصادر أمنية متابعة أكدت وجود الإرهابي أبوحيان ضمن صوف "جند الخلافة" حيث أوضحت أن "عملية فحص شريط الفيديو الذي نشره الإرهابيون الذين خطفوا المواطن الفرنسي وأعدموه بينت أن الإرهابي الذي تناول الكلمة في الشريط هو الموريتاني "إسماعيل ولد جلي" المكنى أبوحيان. وأضاف المصدر الأمني أن الموريتاني يبلغ من العمر (34 عاما) والتحق بتنظيم القاعدة في الجزائر العام 2006، وهو محل بحث من قبل الأمن الجزائري. وأشار المصدر إلى أن تحديد هوية الموريتاني "تمت عن طريق تقنية فحص بصمة الصوت في شريط الفيديو الذي نشرته المجموعة الإرهابية الخاطفة". وكان تنظيم ما يسمى "جند الخلافة" بالجزائر، قد جدد مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية في الشام والعراق"، وعلى رأسها "أبوبكر البغدادي"، وبث التنظيم على "اليوتوب" شريطا مصورا، لتجديد البيعة، بعد أسبوع واحد على إعدامه الرعية الفرنسي. وفي هذا الفيديو ظهر محمد العدناني وهو يردد عبارة "دولة الإسلام باقية"، ويظهر من خلال نبرة صوته الخليجية أنه أجنبي، وردد من معه، العبارة ذاتها، قبل أن يتبادلوا التحية، ثم يسجدوا جميعا. وكان الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام، قد أعلن تحديد هوية بعض أفراد المجموعة الإرهابية التي قامت بإعدام الرعية الفرنسي بعد اختطافه بمنطقة آيت وبان بولاية تيزي وزو. وأوضح أن التحريات الأولية حول مقتل الرعية الفرنسي، مكنت من "تحديد هوية بعض أفراد المجموعة الإرهابية التي قامت بهذه الجريمة"، دون أن يذكر هوية هؤلاء الأفراد. وقال الوزير إن "النائب العام لمجلس قضاء الجزائر المكلف بملف الإجراءات وأسند التحقيق إلى قاضي التحقيق بالقطب الجزائي للجزائر العاصمة المختص في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة". وأفاد الوزير بأن النيابة التمست لقاضي التحقيق المكلف إصدار أوامر قبض ضد الأفراد الذين تم التعرف على هويتهم من هذه المجموعة الإرهابية المسلحة التي ارتكبت هذه الجرائم".