كشفت المعطيات المتوفرة ل "البلاد"، أن مشروع مركز محاربة مرض السرطان بالجلفة، لا يزال إلى حد ساعة مجرد دراسة وأن المشروع برمته لن يرى النور قبل سنوات، على الرغم من أن استفادة الولاية منه قاربت العام، في ظل الوضعية غير السوية التي تعيشها وحدة معالجة المرض الموجودة داخل المستشفى الكبير، حيث توقف نشاطها بشكل كامل. وتأتي هذه المستجدات مع تواصل نهش المرض أجسام السكان. وأكدت مصادر متابعة أن شهر أكتوبر الجاري عرف وفاة 10 مواطنين متأثرين من مضاعفات هذا المرض الذي لا يزال يسجل المزيد من الإصابات. وتشير مصادر "البلاد"، إلى أن الولاية تصنف ضمن 5 ولايات الأكثر تضررا من هذا المرض، إلا أن التحركات الميدانية لا تعكس هذا الاجتياح، حيث يسجل يوميا المزيد من الضحايا، خاصة أن مشروع محاربة مرض السرطان لم يخرج إلى حد الآن من دائرة الدراسة، في ظل التضارب الحاصل في عدد الإصابات المسجلة، حيث كان مدير الصحة السابق، قد أعلن عن أن عدد الإصابات بمرض السرطان لا يتجاوز حدود 620 حالة حسب ما قدم له من مركز محاربة المرض بولاية البليدة. فيما تشير المديرية في إحصاء آخر عن تسجيل 450 حالة، وتذهب أرقام الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء إلى تسجيل 424 مؤمنا، فيما تؤكد جمعية شعاع الأمل وصول العدد إلى أكثر من 965 حالة يتم نقلها إلى مراكز مكافحة السرطان، والخلاصة وجود رقم كبير لغير المؤمنين، هذا إذا تم تجاهل من يتنقل بنفسه وبإمكانياته الخاصة ولا يمر عبر القنوات الولائية المتاحة له، في ظل التضارب الكبير في عدد الإصابات. المصادر قالت إن وحدة المعالجة الكيميائية التي استفادت منها ولاية الجلفة في وقت سابق متوقفة عن العمل بشكل كامل، وهي الوحدة من بين أكثر من 168 وحدة جديدة موزعة على مناطق الوطن كان قد كشف عن إنشائها عمار تو حينما كان على رأس وزارة الصحة والسكان. وتشير معلومات إلى أن وحدة المعالجة الكيميائية التي تم تخصيص جناح لها بالمؤسسة العمومية الاستشفائية، مازالت تعيش على وقع الكثير من النقائص، وافتقارها إلى العديد من الإمكانيات مما أعاق عملية دخولها حيز الخدمة بشكل طبيعي. وتذهب المصادر ذاتها إلى التأكيد على أن الكشف عن تزويد مستشفى الجلفة بهذه الوحدة، جاء على خلفية كثرة الحديث عن اجتياح المرض للولاية، مما دفع بالوزير آنذاك إلى تخصيص وحدة للولاية، ذرا للرماد في عيون المرضى وهروبا إلى الأمام من واقع الأمور، وعلى الرغم من تواجد طبيبة مختصة إلا أنها في عطلة منذ أشهر بمبرر أن الوحدة غير عملية. هذا الوضع جعل العديد من المرضى وأولياءهم يطالبون بتحرك عاجل من أجل التخفيف من معاناتهم، في ظل التطمينات الرسمية والتي لا تزال الى حد الآن مجرد كلام وحديث موجه الى الاستهلاك المحلي، بدليل أن مركز المعالجة لا يزال مجرد دراسة ووحدة المعالجة متوقفة عن العمل، ليبقى في الأخير أن توجه المرضى منصب على مركز ولاية البليدة في ظل بعد المسافة والضغط الذي أضحى يميز جمعية شعاع الأمل التي توفر النقل، في ظل الحالة الاجتماعية المزرية لغالبية المرضى والمصابين.