كشفت مصادر غير رسمية ل ''البلاد ''، أن مرض السرطان فتك في مدة لا تتجاوز الشهر بحياة 25 شخصا على مستوى ولاية الجلفة، بعد أن عانوا طويلا من أعراضه، وهو ما يؤكد الاجتياح الكبير لهذا المرض، لحدود الولاية التي تعتبر من بين العشر الولايات الأولى المتضررة· ويأتي هلاك هؤلاء المرضى في ظل الوضعية غير السوية التي تشهدها وحدة المعالجة الكيمائية التي استفادت منها ولاية الجلفة، لكونها تعيش على وقع نقص الأجهزة والمعدات اللازمة وكذا العقاقير الطبية المهمة، وهي الوحدة التي جاءت ضمن أكثر من 168 وحدة جديدة موزعة على مناطق الوطن كان قد كشف عن إنشائها ''عمار تو'' حينما كان على يشرف على وزارة الصحة والسكان قبل أن ينقل إلى وزارة النقل·وتشير معلومات متوفرة إلى أن وحدة المعالجة الكيمائية التي تم تخصيص لها جناح بالمؤسسة العمومية الإستشفائية، لا تزال تعيش على وقع الكثير من النقائص، وافتقارها إلى العديد من الإمكانات مما أعاق عملية دخولها إلى الخدمة بشكل طبيعي· وتذهب ذات المصادر إلى التأكيد على أن الكشف عن تزويد مستشفى الجلفة بهذه الوحدة، جاء فقط على خلفية ارتفاع الحديث حول اجتياح المرض بالولاية، مما دفع الوزير آنذاك لتخصيص وحدة للولاية، في ذر للرماد في عيون المرضى وهروب إلى الأمام من واقع الأمور·وجاءت وحدة الجلفة لمعالجة مرض السرطان على أنقاض مركز محاربة مرض السرطان الذي كان من المفروض أن تستفيد منه ولاية الجلفة، لكن تم تحويله إلى ولاية الأغواط على خلفية عدم تزويد وزارة الصحة والسكان في عهد الوزير السابق بالإحصائيات الدقيقة للمرض وخارطة انتشاره، مما جعل ولاية الأغواط تستفيد منه من منطلق أنها الأكثر تضررا· مع العلم بأن مدير الصحة والسكان لولاية الجلفة كان قد أعلن عن أن عدد الإصابات بمرض السرطان لا يتجاوز حدود 230 حالة حسب ما قدم له من مركز محاربة المرض بولاية البليدة، في الوقت الذي تحصي فيه جمعيات مهتمة أكثر من هذا الرقم بكثير، زيادة على الوثيقة التي تم الكشف عنها في المجلس الولائي والتي تحدد عدد الإصابات بأكثر من 800 حالة، والثابت في الأخير حسب أوساط طبية أن واقع الأمور حول مرض السرطان، لا يعكسه اهتمام الهيئات المحلية والمركزية، بدليل أن أغلب الوفيات الأخيرة، سببها مرض السرطان الذي لا يزال ينهش أجسام سكان الجلفة في صمت لا يفوقه سوى صمت القبور·