أطلق العضو المؤسس والقيادي السابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جمال فرج الله، النار على زعيم الأرسيدي، حيث اعتبر أن اعتراض هذا الأخير على بناء مسجد بقرية أغريب بتيزي وزو ''يندرج في إطار سياسته القائمة على حفظ وجوده في الساحة السياسية، من جهة، وضمان مكانته بين أهالي قرية أغريب''· وأكد فرج الله، في اتصال هاتفي ب'' البلاد''، أن ''إستراتيجية زعيم الأرسيدي المتبعة لاحتواء الإفلاس السياسي الذي لحق بإدارة الحزب، صارت مكشوفة''، مضيفا ''إن حزب سعيد سعدي يعيش حاليا أزمة حادة ويعاني من حالة ضعف شديدة جراء هجرة العديد من خيرة إطاراته كنتيجة حتمية للسياسة غير المتوازنة لزعيمه الديكتاتوري، لذلك صار من الضروري أن يتحرك سعدي نحو اجتثاث هذا التنظيم السياسي من الضياع عبر سيناريوهات متعددة'' · واعتبر نائب ولاية بجاية أن خرجة سعيد سعدي الأخيرة والمتمثلة في منع اللجنة الدينية من بناء مسجد بضاحية أغريب الواقعة بأعالي أزفون بالرغم من حصولها على ترخيص بالبناء، تعكس الواقع الحقيقي لبيت الأرسيدي الذي أضحى يتخبط في دوامة عطل سياسي، لم يجد زعيمه الحالي إلا انتهاج أسلوب المراوغة الإعلامية للوصول إلى حلول قد تنجح في رفع الأزمة عن الحزب''، مشيرا في هذا السياق إلى أن ''الحل الأنسب لهذا الركود حسب ذهنية سعدي، هو اللعب على وتر الإعلام عبر لفت الانتباه الذي غالبا ما يتحقق عندما تمس ثوابت الأمة''· ووصف فرج الله سعدي ب ''الشخص المتأزم نفسيا، بدليل أنه لا يعود إلى طبيعته إلا في حال تصدره صفحات الجرائد حيث اعتاد الرأي العام على رقصاته الإعلامية والسياسية التي يبحث عبرها عن منح الشرعية لنضاله الديمقراطي المصطنع''، مذكرا بالضجات التي أثارها زعيم الأرسيدي بدءاً من كتاب الفتنة ''حياة وموتتان ووصية'' الذي أصدره حول الشهيد عميروش، ورفع الراية السوداء بدل العلم الوطني بمقرات الحزب عشية الرئاسيات المنصرمة والتشكيك في عدد شهداء ثورة التحرير، وصولا إلى قضية أغريب الراهنة· ويعتبر جمال فرج الله، أحد أبرز القادة الذين خسرهم حزب الأرسيدي بسبب التسيير الدكتاتوري لدواليب حكم سعيد سعدي القائم على رفض الرأي الآخر أو أي مبادرة للإدارة الجماعية للحزب والإصرار على القرارات الفردية، وهو الأمر الذي أدى إلى نزوح إطاراته وفقدانه المصداقية بعقر داره، منطقة القبائل الكبرى، إلى جانب اضمحلال وتلاشي وجوده على الصعيد السياسي·