أدانت جبهة القوى الاشتراكية حادثة تهديم مسجد أغريب والاعتداء على اللجنة الدينية له، وعبر حزب آيت أحمد عن رغبته في المشاركة في عملية ترميم مزار سيدي جعفر الذي يضم مسجد القرية القديم. ودافع الأفافاس في بيان له عن لجنة مسجد أغريب بالقول ''فقد كان من الضروري استخدام منظمة دينية تشكل قانونا وسلطة تضفي الطابع الرسمي على ملف واحد، والشروع في إجراءات قانونية لتخصيص الأراضي والحصول على رخصة بناء''. كما حذر الأفافاس ممن أسماهم زارعي الفتنة والفوضى في إشارة إلى غريمه في منطقة القبائل الأرسيدي، حيث ذكر، أن هنالك جهة تحاول استغلال الوضعية الحساسة والحرجة بأغريب بهدف إثارة الفتنة والفوضى بين سكان قرية أغريب، مستعملين في ذلك مصطلحات السلفية والوهابية لتخويف السكان ومن تمرير سيطرتهم على الوضع. وسبق لعدة أحزاب سياسية أن استنكرت حادثة تهديم مسجد أغريب، كما هو الحال لحركة مجتمع السلم والإصلاح الوطني والنهضة التي أدانت الحادث الأول من نوعه في الجزائر، وحملت تشكيلة سياسية بالمنطقة المسؤولية كاملة في انزلاق الأوضاع بأغريب، وهو الأمر الذي أعربت عنه زعيمة حزب العمال لويزة حنون حين وصفت الحادثة ب''بالخطير''. وعلى نفس المنوال ولو بشكل متأخر تحركت وزارة الشؤون الدينية ولم تتوان في وصف المعتدين على المسجد ب''المتطرفين''. وبموقف الإدانة الذي أعرب عنه الأفافاس في بيانه تكون قد اكتملت حلقة إجماع الطبقة السياسية في الجزائر على إدانة جرم الأرسيدي المتمثل في هدم ''مسجد أغريب'' في أعالي أزفون بولاية تيزي وزو، رغم تخلف موقف الحزب العتيد والأرندي. وهما الموقفان اللّذان لا يمكن أن يخرجا عن الإجماع. ومع كل هذا يبقى موقف الأفافاس أقوى المواقف على الإطلاق وأكثرها دلالة باعتباره الحزب الأكثر تمثيلا لمنطقة القبائل والأعرف بها والمطلع كذلك على خبايا ومناورات الأرسيدي وزعيمه الدكتور سعدي، الأمر الذي يفسر إلى حد كبير أهمية تسليط الأفافاس الضوء على الكثير من الأكاذيب التي حاول سعيد سعدي وأنصاره في بلدية أغريب توظيفها للوقوف في وجه بناء المسجد على غراراستعمال المصطلحات الوهابية والسلفية والقاعدة وغيرها، حيث اعتبر الأفافاس أن الأرسيدي استعمال هذه المصطلحات لإثارة الرعب في الأوساط سكان بلدية أغريب لإحكام السيطرة عليهم والحيلولة دون إثبات سكان هذه البلدية أصالة تدينهم وحبهم للإسلام، مما يجعل من موقف الأفافاس المنكر لجريمة الأرسيدي وتأييد الأفافاس لبناء المسجد ضربة قاتلة أخرى لحزب الدكتور سعدي الذي أقدم على هدم مسجد في بلد لم يعرف فيه هدم صوامع ولا كنائس ولا بيع.