أوقفت مصالح الأمن في ولاية إليزي، يوم 3 جويلية الماضي، شخصا يشتبه في علاقته بخلية تعمل على نقل جزائريين جهاديين إلى سوريا عبر ليبيا، وتلاحق مصالح الأمن ما يعتقد بأنها خلية تنشط في نقل جهاديين جزائريين للقتال في سوريا، بالتعاون مع رعايا سوريا، مصر، ليبيا، تركيا ولبنان. أمسكت مصالح الأمن، حسب مصادرنا، بأول خيط في التحقيق بعد اعتقال جزائري حاول التسلل إلى ليبيا عبر الحدود الصحراوية، وبدأت في ربط القضية باختفاء ما لا يقل عن 7 جزائريين في ظروف يرجح بأنها ترتبط بالحرب في سوريا، حيث تشير التحقيقات إلى أن جميع هؤلاء تسللوا إلى تونس أو ليبيا. واستمع محققون من الأمن في ولاية إليزي في بداية شهر جويلية لشخص ضبط وهو يحاول التسلل إلى ليبيا عبر موقع صحراوي، في إطار تحقيق واسع النطاق يجري للتوصل إلى عناصر شبكة تعمل على ترحيل جزائريين للقتال في سوريا. وقالت مصادرنا إن الشخص الموقوف والذي أخلي سبيله في انتظار مثوله أمام العدالة، هو شخص بطال يبلغ من العمر 27 سنة، أقام في كل من غرداية والعاصمة، وكان يحاول التسلل إلى ليبيا عندما ضبطته وحدة عسكرية. ويعتقد بأن المعني الذي قال للمحققين إنه ''ضيع جواز سفره، قد سلم جوازه إلى مجموعة ناشطة تعمل على نقل جزائريين للقتال في سوريا، حيث ضبطت أرقام هاتف ليبية في هاتفه النقال، وهي الطريقة التي يعمل بها المتعاونون مع الجماعات الجهادية أثناء نقل المقاتلين السلفيين إلى ''أرض الجهاد''، إذ يجردونهم في العادة من جوازات سفرهم. وتجري التحقيقات حسب المعلومات المتوفرة في8 ولايات هي الجزائر العاصمة، تلمسان، تيارت وادي سوف، إليزي، تبسة، بسكرة، غرداية والجلفة، ويعتقد المحققون بأن الجهاديين الجزائريين الذين تنقلوا إلى ليبيا بمعية مغاربة وشباب من تونس، تم تجنيد أغلبهم عبر منتديات في شبكة الأنترنت تابعة لتيارين، الأول سلفي أفتى بعض شيوخه بضرورة القتال ضد نظام البعث في سوريا، والثاني سلفي الجهادي المقرب من شبكة تنظيم القاعدة وجماعة النصرة في سوريا،، وتعمل الخلية التي يعتقد بأنها مكونة من 10 أشخاص على ترتيب الاتصال بين جهاديين جزائريين ومجموعة جهادية تنشط في ليبيا، من أجل نقل الراغبين في القتال إلى صحراء ليبيا، حيث يلتقون بأفراد خلايا تعمل على نقل شباب من الجزائر، المغرب وتونس إلى الوجهات الثلاث، إما الأردن أو لبنان وتركيا حسب الوضعية على الأرض، حيث تتغير الوجهة كل 3 أيام أو أسبوع. وتشير مصادرنا إلى أن الشبكة التي تجري ملاحقتها تتكون من أشخاص كانوا منذ أكثر من عام على صلة بجهاديين ليبيين عبر الأنترنت، وهي غير مرتبطة عضويا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، حيث تنحصر مهمتها في ضمان تنقل الأشخاص الراغبين في القتال في سوريا من الجزائر أو المملكة المغربية إلى ليبيا، حيث يحصل هؤلاء على دورات تدريبية قصيرة تتضمن تكوينا نظريا على طريقة التنقل الآمن إلى سوريا، ويحصل بعض هؤلاء على مبالغ تصل إلى 2000 دولار تمنح من متبرعين مجهولين، من أجل تأمين نفقات التنقل. وتفيد المعلومات التي جمعتها مصالح الأمن إلى أن ما لا يقل عن 10 جزائريين ومثلهم من المغاربة، تسللوا إلى ليبيا عبر تونس أو عبر الحدود الجزائرية الليبية، من أجل الوصول إلى سوريا في النهاية، ولم تتمكن مصالح الأمن التي تم إبلاغها عن اختفاء 7 جزائريين في غضون أقل من 3 أشهر من تأكيد أو نفي فرضية وجود هؤلاء في صفوف الحركات الجهادية السلفية في سورية، لكن المخاوف تعززت مؤخرا مع تصاعد مطالبة بعض المقربين من التيار السلفي في دول مثل مصر، المغرب والجزائر ب''فتح باب الجهاد'' في سوريا، وتتخوف جهات عليا في الدولة من نتائج تنقل جزائريين للقتال في سوريا، حيث تعاني الجزائر من تبعات وجود جزائريين في صفوف المقاومة العراقية، وضغط أسر جزائريين سجناء في العراق بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. وتشير معلومات تداولتها مصادر مقربة من الحكومة السورية إلى وجود معسكرات تدريب جهاديين من دول مجاورة لسوريا.