البطاطا ب100 دينار والبصل ب70 ومصالح بن يونس في خبر كان مع اقتراب انقضاء سنة 2014 لا يزال شبح ارتفاع أسعار الخضر والفواكه يؤرق الأسرة الجزائرية الفقيرة منها والمتوسطة الحال على حد سواء، وهو الارتفاع الذي عرفته كل الأسواق عبر مختلف ولايات الوطن منذ حلول السنة الجارية لتقترب بذلك السنة على الانقضاء مع ارتفاع الارتفاع في الأسعار كما سماه البعض، وبهذا تزداد معاناة المواطن الجزائري البسيط الذي لم يعد بوسعه مجاراة ارتفاع الأسعار بمدخوله الذي لم يعد يكفي حتى لأبسط ضروريات الحياة. يأتي هذا في الوقت الذي فشلت فيه وزارتا التجارة والفلاحة في ضبط السوق وتنظيمه وسط مضاربة التجار وتسقيفهم للأسعار حيث فاقت نسبة بعض المواد 100 بالمائة بما فيها أسعار البطاطا التي وصل سعرها الى 100 دينار للكيلوغرام الواحد. «البلاد" وخلال جولة استطلاعية لسوق "علي ملاح" و«كلوزال" بالعاصمة سجلنا زيادة في معظم أسعار الخضر والفواكه، وصل البعض منها إلى الضعف، حيث سجل سعر البطاطا ارتفاعا قياسيا بزيادة نسبة ال100 بالمائة مقارنة مع السنة الفارطة، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 100 دينار مقابل 40 دينارا للكيلوغرام نهاية سنة 2013. وعرف البصل ارتفاعا قياسيا حيث وصل سعره الى 70 دج بينما لم يتعد سعره خلال العام الفارط 30 دج. وقد أرجع التجار هذا الارتفاع غير المسبوق الى رفض الفلاحين غرس هذه المادة وهو ما يرجحها الى الارتفاع أكثر مع بداية 2015 بينما. ووصلت الزيادة في أسعار الطماطم إلى 80 بالمائة والكوسة 90 بالمائة إلى 160 دينارا للكيلوغرام والجزر ب33 بالمائة إلى 80 دج للكيلوغرام. بينما وصل سعر الفلفل الى 200 أي بنسبة ب125 بالمائة وهو ما أرجعه بعض الباعة إلى اقتراب نهاية الموسم. ارتفاع الأسعار لم يمس الخضر فحسب، بل مس حتى الفواكه فقد ارتفع سعر الموز إلى 180 دينارا و300 دينار لعنب أواخر الفصل، وهو ما يعني أن هاتين الفاكهتين سجلتا زيادة ب40 بالمائة و140بالمائة على التوالي. وحتى البقوليات لم تسلم من تسونامي ارتفاع الأسعار فقد عرفت هي الأخرى ارتفاعا غير مبرر وعلى رأسها اللوبيا التي تعتبر من المأكولات المفضلة شتاء حيث عرفت زيادة وصلت الى 15 بالمائة والعدس بنسبة 40 بالمائة والحمص بنسبة 25 بالمائة، وهي الزيادة التي أرجعها المختصون الى جشع التجار معتبرين أن هذه الزيادات ليس لديها أي تبرير. ارتفاع الأسعار يثقل كاهل المواطن الجزائري خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها في أسواق العاصمة حملنا المواطنون رسالة نقل معاناتهم التي أصبحت بصفة يومية ودائمة بعدما كانت تقتصر في وقت سابق على المناسبات والأعياد. هذا وعبر كريم موظف عن استيائه من الوضع الذي يعيشه المواطن الجزائري البسيط على مدار أيام السنة يقول "لم نكتف بارتفاع أسعار خلال المواسم والأعياد بل أصبح هذا التكالب بشكل يومي دون أي تبرير، والتفسير الوحيد للارتفاع هو أن هؤلاء التجار لم يكتفوا بالسرقة في الأعياد بل وصل بهم الشجع الى المضاربة بالأسعار حتى خلال الأيام العادية من السنة". السيدة حليمة ربة منزل تقول "تعودنا على المضاربة في الأسعار مع اقتراب كل مناسبة، لكن سكوت المواطن وصمته عن مهزلة الارتفاع الجنوني في الأسعار جعلت هؤلاء التجار يدركون جيدا أنه حتى في حالة رفعهم الأسعار خلال باقي الأيام لن يغير شيئا" مضيفة "إن هؤلاء المضاربين في الأسعار يرتبطون دائما الارتفاع بأمور غير منطقية لتبرير مضاربتهم". ارتفاع الأسعار يحرك مشاعر الفايسبوكيين برسومات وتعليقات ساخرة وجد الفايسبوكيون في ارتفاع الأسعار خاصة الخضر مادة دسمة يتناقلونها عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، بأسلوب ساخر وساخط يغلب عليه طابع النكتة والطرافة. فيما أبدى آخرون استغرابهم كون ارتفاع الأسعار يمس المواد الغذائية الأساسية والضرورية التي تستعمل يوميا. ويبدو أن ارتفاع الأسعار من الأمور التي حركت مشاعر الكثيرين من خلال تعبيرهم عن الواقع بصورة طريفة يحاولون من خلالها تخفيف الضغط وإبعاد الغضب عن المواطنين حول ما يحدث لهم، وما يدور في صفحات "الفايسبوك" خلال هذه الأيام دليل على ذلك. والمؤكد في هذا الأمر أن الكثير من هؤلاء فضلوا التزام الصمت وأن يكون لسانهم إلكترونيا للتعبير عن تسونامي الغلاء الذي لا يبقي ولا يذر. أسعار البطاطا ستنخفض في النصف الثاني من شهر نوفمبر وفي هذا الصدد أرجع الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفين سبب الارتفاع الى ثلاثة عوامل أولها النقص في التموين بحيث إن جزءا كبيرا من المواد لا يمرر عبر أسواق الجملة، مرجعا ذلك الى غياب الرقابة وسوء التنظيم على مستوى غرف التبريد وكذا النقص الفادح في أسواق الجملة والتجزئة وعدم توزيعها بشكل لائق عبر التراب الوطني بحيث يوجد في الجزائر 1597 سوقا منها 43 مخصصة لتجارة الجملة والفواكه و654 للتجزئة و623 سوقا أسبوعية. كما توقع بولنوار انخفاض سعر البطاطا خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر نظرا للكمية الكبيرة التي ستدخل من معسكر وعين الدفلى ومستغانم. أما فيما يخص أسعار باقي الخضر فربط انخفاض أسعارها بتساقط الأمطار خلال الفترة القادمة. من جهته، قال رئيس الفيدرالية الوطنية لأسواق الجملة والتابعة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، مصطفى عاشور، إن ارتفاع الأسعار مس حتى أسواق الجملة، معتبرا أن هذا الارتفاع يعكس الاختلال في التنظيم على مستوى هذه الأسواق التي تسودها حسبه "المضاربة"، مضيفا أن نقص الأمطار جعل التجار يغتنمون فترة انخفاض الإنتاج للمضاربة ورفع الأسعار لمستويات خيالية، مضيفا أن ارتفاع أسعار بعض المواد يرجع الى انتهاء موسمها كالفلفل ومواد أخرى دخل موسمها والإقبال المتزايد عليها من طرف المواطن وبالمقابل نقص كمياتها ادى الى ارتفاعها. كما دعا عاشور إلى إعادة الاعتبار للمنشآت التجارية الموجودة وإنجاز أسواق أخرى للجملة والتجزئة للخضر والفواكه لوضع حد لسوء التنظيم بهذه الفضاءات.