الخبراء العسكريون: الوضع في المنطقة أصبح مصدر إزعاج جنّدت أجهزة الأمن الجزائرية والفرنسية، عشرات الضباط والخبراء ومجموعة عمل مشتركة تنشط عبر محور بلدان المغرب العربي ومنطقة الساحل، في إطار تحريات أمنية واتصالات حثيثة تستهدف تجفيف منابع "الارهاب" والتصدي لحركة الجهاديين لمواجهة تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بعد اكتشاف خلايا إرهابية أعلنت ولاءها للتنظيم الذي يقوده أبوبكر البغدادي. وكشف الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، في هذا الإطار عن وجود تحركات أمنية مشتركة بين الجزائروفرنسا في إطار تعاون استخباراتي وتبادل المعلومات الآنية لمحاربة الإرهاب والحد من تمدد نشاط التنظيمات الإرهابية والحركات الجهادية في منطقة الساحل، وكذا القضاء على ظاهرة اختطاف الرعايا الغربيين بالمنطقة. واعتبر الرئيس الفرنسي في برنامج تلفزيوني "في مواجهة الفرنسيين "بث أمس الأول على قنوات فرنسية على المباشر لتقييم حصيلة نصف عهدته الرئاسية إعلان مقتل الرعية الفرنسية بيار أرفي غوردال في الجزائر من "أسوأ أيام عهدته الرئاسية" الحالية . وفي ردّه على سؤال بشأن الرهائن الفرنسيين، وصف هولاند خبر مقتل غوردال بأنه شيء مرعب ويمثل حقيقة أسوأ يوم في عمر ولايتي الرئاسية الخماسية". وتابع يقول "استقبلت عائلة غوردال، وهي نفسها التي كنت اتصلت بها عندما تناهى إلى مسامعي مقتل الرعية بالجزائر، كنت حينها بالجمعية العامة لهيئة الأمم". وقال فرانسوا هولاند إن التحقيق في مقتل الرعية الفرنسية يتقدم بالجزائر ولنا الثقة الكاملة في الحكومة الجزائرية التي ما تزال تسعى للعثور على جثته". فرونسوا هولاند أثنى كذلك على التعاون الذي أبداه الطرف الجزائري مباشرة بعد الإعلان عن اختطاف بيير هيرفي غوردال، وقال إن الجزائر وضعت بين أيدي السلطات الفرنسية كل "الوسائل الضرورية"، التي من شأنها الوصول إلى الأشخاص والجهات التي نفذت عملية الاغتيال وتقديمهم للعدالة. وكانت جماعة مسلحة متطرفة تطلق على نفسها "جند الخلافة" في الجزائر موالية لتنظيم داعش، أعلنت في شريط فيديو، نشر على مواقع محسوبة على التيار السلفي الجهادي، مسؤوليتها عن اختطاف المواطن الفرنسي إيرفي غورديل بمنطقة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر، ودعت قبل ذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى وقف حملته العسكرية ضد داعش خلال 24 ساعة، مقابل إطلاق سراحه. وبالمقابل لم يتمكن الرئيس الفرنسي من نفي أو تأكيد خبر مقتل الرهينة الفرنسية سارج لازارفيد، المختطف في مالي منذ 24 نوفمبر 2011 ويقول ردا على سؤال بشأن مصيره: "لست أحوز على أدلة يمكنني بناء عليها تأكيد مقتله". وأوضح هولاند أن "فرنسا معروفة بعلاقاتها الواسعة وحضورها البارز في منطقة الساحل، من منطلق أنها القوة الاستعمارية السابقة في دول مثل مالي والنيجر وموريتانيا، وبالتالي فإن بإمكانها تقديم الإضافة التي من شأنها أن تساهم في تحجيم النشاط الإرهابي في المنطقة والحد من ظاهرة خطف الرهائن بالتنسيق مع أجهزة الأمن في المنطقة، خاصة الجزائر التي تمتلك خبرة واسعة في مكافحة الارهاب". وأكد المسؤول الفرنسي أن فرنساوالجزائر متفقتان على أن الوضع في منطقة الساحل أصبح مصدر إزعاج في الآونة الأخيرة، وهو ما أعطى للبلدين رغبة أكبر في التنسيق من أجل وضع حد لنشاط المجموعات الإرهابية، الذي أخذ أبعادا في السنوات القليلة الأخيرة، وهو الانشغال الذي عبر عنه الخبراء الأمنيين والعسكريين في المنطقة.