تجمع موائد الإفطار السطايفية على نكهات الشاوية بالجهة الجنوبية ولذات الأطباق القبائلية بالجهة الشمالية وبينهما كيفيات لا تقل تميزا، ولعل القاسم المشترك بين كل هذه الجهات هو الطبق الذي لا تكاد تخلو منه موائد الإفطار ويتعلق الأمر بشوربة فريك أو كما يحلو للبعض تسميته بالجاري وتعمد العائلات السطايفية إلى تحضير هذا الطبق أسابيع قبل رمضان، لا سيما بانتقاء سنابل القمح ذات الجودة العالية المعروفة بسطيف ب''القمح البليوني'' وتقوم النسوة بكل مراحل الشواء والتجفيف والطحن ليتم تخزينه إلى الشهر الفضيل وتتعدد طرق تحضير هذا الطبق بين الشمال الذي يعتمد على الدجاج كمادة أساسية والجنوب الذي لا يجد أي عائق في استبدال الدجاج باللحم، وتتزين موائد الإفطار بضواحي عين أزال وعين ولمان بحضور ''الطاجين الحلو'' الذي يعد طبقا مدللا خلال رمضان رغم غلاء المواد المستعملة في تحضيره ويتميز هذا الطبق بالمنطقة عن غيره بكون هناك عدة عائلات تستعمل العسل بدل السكر وهو ما يزيده نكهة، كما أن البسطيلة لها حضورها أيضا بهذه المنطقة وتستعمل بأوراق الذيول المحلية ولها عدة تحضيرات أشهرها بالسبانخ والبيض، وبالجهة الشمالية تميل أطباقها إلى منطقة القبائل· حيث تعتمد الموائد أساسا بما يحضر من الدقيق الناعم وزيت الزيتون وتحبذ العائلات تزيين مائدة رمضان بالجبن المحلي الذي يصنع بالحليب والبيض بحيث يكون طبقا رئيسيا في غالب الأحيان، لا سيما بضواحي بني ورتيلان· كما تتزين الموائد كذلك ب''طاجين الزيتون'' المحلي و''الطمينة ''بالفواكه المجففة، خاصة بالعنب المجفف والرومان والتين، أشهر أنواع الطمينة يتم تحضيرها بالعسل الحر، وبالنسبة للعجائن تستقبل العائلات رمضان بطبق الكسكس وفي النصف الأول يتم تحضير طبق ''تيكربابين'' أما ليلة الشك فتكون ب''لغرايف'' أو ''السفنج لمقرمش''، وبالنسبة لعاصمة الولاية فقد امتزجت كل هذه الأطباق لتزيد عليها ''لحريرة'' و''الشوربة البيضاء''، هذا ويتم تزين الموائد بكل أنواع الخبز المحلي و''الكسرة