يعيش سكان قرية المالح التابعة لبلدية ديرة الواقعة على بعد حوالي 55 كلم أقصى جنوب عاصمة ولاية البويرة ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية في ظل افتقار قريتهم الى طريق معبد ومياه شرب وشبكة صرف صحي وخدمات النقل وغيرها الأمر الذي يتطلب منحهم التفاتة جادة لإخراجهم من دائرة العزلة والتهميش. من خلال الجولة التي قادت يومية "البلاد" الى المنطقة لاحظنا وضعية الطريق المزرية التي أصبحت تغزوها الحفر والأوحال الى درجة يستحيل فيها التنقل الامر الذي دفع بأصحاب السيارات الى تفادي السير عليها إلا للضرورة القصوى. فهذا المسلك الوحيد الذي يربط القرية بالبلدية مركز على مسافة اقل من 5 كلم لم يتم تعبيده منذ نصف قرن الأمر الذي تسبب في تذمر السكان الذين تساءلوا عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إقصائهم من مشروع تعبيده باعتبار الطريق العمود الفقري لأية تنمية. وقد صرح ل"البلاد" أحد السكان قائلا إن كبار السن واطفال المؤسسات التربوية هم ضحايا هذا الطريق خاصة خلال فصل الشتاء حيث يصعب التنقل، مضيفا أن المرضى يتم نقلهم على الأكتاف والعتاد الفلاحي مثلما حدث خلال السنة الماضية حيث تم نقل امرأة حامل في عربة جرار كادت تفقدها حياتها لولا لطف الله. أما بالنسبة لمشكل المياه فإن قرية المالح سميت بهذا الاسم نسبة لملوحة مياهها ولهذا فإن السكان يستعملون المياه الجوفية لمأرب أخرى دون شربها في الوقت الذي تجدهم في رحلة بحث مستمرة عن ماء الشرب صيفا وشتاء حيث يقوم السكان بالتزود بهذه المادة الضرورية من منبع يقع على بعد حوالي 3 كلم عن القرية باستعمال الوسائل البدائية كالحمير وغيرها متحملين الظروف المناخية القاسية من برد شتاء وحرارة صيفا، ناهيك عن مشكل النقل الذيأصبح يؤرق السكان الذين يجدون أنفسهم مجبرين على قطع مسافة 10 كلم ذهابا وإيابا للالتحاق بمقاعد الدراسة أو مقر عملهم رغم قساوة الظروف المناخية باعتبار بلدية ديرة تقع في مرتفع جبلي يعرف تساقط كمية من الثلوج كل شتاء. هذا الى جانب جملة من المشاكل الاخرى كغياب الإنارة وشبكة الصرف الصحي والكهرباء والتهيئة بصفة عامة وغيرها من النقائص التي يتطلب الإسراع في التكفل بها خدمة للصالح العام.