ووري أول أمس، جثمان الممثل الفكاهي "شريف حجام" المعروف باسم حميميش بمقبرة عين البيضاءبوهران، وذلك وسط حضور غفير من مسؤولين وفنانين ومواطنين أحبوا هذا الممثل الذي ارتبط في ذهنهم بمرحلة الطفولة واستطاع أن يزرع البسمة على أوجه الأطفال من خلال ألعابه البهلوانية التي كان يقدمها بالمدارس. الفقيد توفي صباح الخميس في حادث مرور على مستوى الطريق السيار شرق غرب بالبليدة، وشكل خبر وفاته صدمة في أوساط الأسرة الفنية بوهران وجميع من عرفوه وعايشوه، منهم شباب لم يعرفوه إلا في مرحلة الطفولة، حيث كان ينظم ألعابا بهلوانية ترفيهية لفائدة أطفال المدارس في مختلف الولايات، وتمكن من أن يزرع البسمة والضحك على أوجه الأطفال وحتى الكبار، خاصة خلال السنوات الأخيرة من العشرية السوداء. وارتبط به الاسم الفني "حميميش" الذي كان يناديه به أطفال المدارس، بل وحتى شباب إن حدث وصادفوه. غير أن تلك النشاطات الترفيهية التي كانت تنظمها المدارس لفائدة التلاميذ قلت في الفترة الأخيرة إن لم تكن قد انعدمت، ما جعل الفكاهي "شريف حجام" يقع ضحية التهميش والإقصاء من مختلف السلطات والجهات الفنية بولاية وهران، والتي لم تهتم بالفقيد إلا بعد وفاته، بحيث نظم له ديوان الثقافة والفنون يوم أمس مراسيم العزاء، ما جعل فنانين وأصدقاء للراحل يعلقون بالمثل الشعبي: "كي كان حي كان مشتاق لتمرة وكي مات علقولو عرجون". ودفع ذلك التهميش "شريف حجام" قبل وفاته للتوجه إلى محاولة لإنتاج أعمال تلفزيونية خاصة مع ظهور القنوات الخاصة، غير أن تجربته لاقت عراقيل بيروقراطية مما اضطره أيضا للتخلي عن الفكرة. وفي جو مهيب وحضور غفير، تم بعد زوال أمس تشييع جثمان الفقيد وفي أذهان الكثيرين منهم كلمة "حميميش.. حميميش" التي كان يطارده الأطفال بها والمشاهد البهلوانية المضحكة التي كان يقدمها واستطاع بها أن يخلق فضاء للمرح خاصة في سنوات كانت الجزائر فيها تمر بمرحلة عصيبة.