تعيش الولايات الجنوب شرقية حالة استنفار قصوى تحسبا لموجات لجوء أو تسلل من الحدود الليبية إلى التراب الجزائري بفعل احتدام المعارك بين الجيش الليبي وفصائل مسلحة بعضها أعلن ولاءه لتنظيمات إرهابية دولية. وذكر مصدر أمني أنه "تقرر في إطار الخطة الأمنية الجاري العمل بها من طرف الوحدات العسكرية عدم السماح بعبور أي شخص على الحدود المغلقة بين البلدية إلا في الحالات الإنسانية الطارئة أو البعثات الدبلوماسية، كما تقرر تدمير أية قافلة سيارات تقترب من المناطق المصنفة عسكرية بين البلدين فور دخولها الأراضي الجزائرية". وأضاف المصدر الأمني "اعتبرت قيادة الجيش الوطني الشعبي الجزائري أن مجرد التسلل دون ترخيص مسبق لأي شخص أو مركبة أو قافلة سيارات في المناطق الأمنية التي تسيرها الوحدات العسكرية هو عمل عدائي في ظروف الوضع الأمني المضطرب الذي تعيشه ليبيا". وفي غضون ذلك، شنت قوات سلاح الجو الليبي عمليات قصف مكثفة لمواقع المتشددين بغرب ليبيا في إطار عملية تحرير الغرب الليبي من ميليشيات فجر ليبيا والموالين لها من التنظيمات الإرهابية. وقصفت طائرات حربية أمس قاعدة المعيتيقة مجدداً بثلاثة صواريخ، قالت مصادر إنها أصابت مخزناً للذخيرة ومدرجاً كانت الميليشيات التي تسيطر على القاعدة تعده لاستخدام طائرة حربية تعود لسلاح الجو رابضة منذ أشهر في مطار القاعدة. وأكد شهود عيان أن قصفاً جوياً استهدف منتزهاً بقرية تليل السياحية بالقرب من صبراتة، تستخدمه ميليشيات تابعة لأنصار الشريعة كمخازن للذخيرة والإمداد. وقال شهود عيان بالمنطقة إن النيران وأعمدة الأدخنة لا تزال تتصاعد حتى الساعة من المكان، مؤكدين أن الموقع السياحي تستخدمه أنصار الشريعة منذ سنتين رغم مطالبات مصلحة الآثار ووزارة السياحة بإخلائه. وشوهد ازدحام كبير بمعسكر الهضبة داخل طرابلس، بسبب أرتال سيارات مسلحة لفجر ليبيا قادمة من أوكارها بالجبل الغربي، إثر قصف جوي لبوابة "قضامة" الاستراتيجية بالجبل الغربي ليلة البارحة واشتباكات عنيفة في منطقة الكسارات مع أرتال السيارات المسلحة الراجعة من الجبل الغربي. وقال شاهد عيان إن أحياء أنجيلة والعزيزية والسراج تصل إليها أصوات نيران الأسلحة الثقيلة التي استخدمت في اشتباكات الكسارات ليلة البارحة، بسبب قرب الموقع الذي لا يفصله عن العاصمة سوى 30 كم فقط. بالموازاة، قال مصدر أمني جزائري إن القيادة العسكرية الجزائرية وضعت في الاعتبار احتمال تنفيذ جماعات "إرهابية" ليبية اعتداءات ضد مدنيين أجانب في الجنوب الجزائري في حالة تنفيذ تواصل عمليات عسكرية بشكل مركز ضد الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا.