حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد من فشل المفاوضات المباشرة مع إسرائيل التي ستنطلق الأربعاء القادم بواشنطن في حال استمرار إسرائيل في أنشطتها الاستيطانية·يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه إسرائيل أن قرار إنهاء تجميد الأنشطة الاستيطانية يوم 26 سبتمبر المقبل ''باق على حاله''، وأن تلك المفاوضات يجب أن تقوم على أساس الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي· وقال عباس في كلمة بثها تلفزيون ''فلسطين'' الرسمي إنه ''أبلغ كل الأطراف الدولية بمن فيها الراعي الأميركي بأن حكومة إسرائيل ستتحمل وحدها المسؤولية عن تهديد المفاوضات بالانهيار والفشل في حال استمرار التوسع الاستيطاني بجميع مظاهره في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام .''1967 وشدد الرئيس الفلسطيني على أن تلك المفاوضات ستبحث قضايا الوضع النهائي التي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى· وقال ''لن ندخل في متاهات أو نقبل باستدراجنا إلى أمور هامشية لحرف المفاوضات عن بحث هذه القضايا الجوهرية والوصول إلى حلول لها وفق قواعد الشرعية الدولية وقراراتها''· وأضاف ''نأمل أن نجد لنا في إسرائيل شريكا قادرا على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو إنهاء الاحتلال وضمان الأمن الحقيقي لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي''· ووافقت السلطة الفلسطينية في 20 أوت الجاري على دعوة أمريكية لحضور لقاء يرعاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للإعلان عن الانتقال للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل· وجاءت تصريحات عباس مباشرة بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن المبادئ التي يحملها معه للمفاوضات المباشرة تقوم على أساس الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وأن يشكل اتفاق السلام مع الفلسطينيين نهاية النزاع، وأن يحقق لإسرائيل ما وصفها باعتباراتها الأمنية· وجدد نتنياهو في الجلسة الأسبوعية لوزراء حزب الليكود تأكيده على ضرورة أن تكون المفاوضات المباشرة دون شروط، مطالبا الفلسطينيين بأن ''يكونوا جديين وصادقين مثل إسرائيل'' من أجل تحقيق السلام الدائم· ولكن نتنياهو أكد في المقابل لوزراء حزبه في جلستهم التي سبقت الجلسة الأسبوعية للحكومة، أن قرار إنهاء تجميد الأنشطة الاستيطانية يوم 26 سبتمبر المقبل ''باق على حاله''· وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للجزيرة إن ''اشتراطات'' نتنياهو على غرار الاعتراف بيهودية الدولة ومواصلة الاستيطان ستغلق الباب أمام المفاوضات· وفي خضم ذلك نقلت رويترز عن سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن نتنياهو وعد بأن تصوت الحكومة الإسرائيلية على تمديد التجميد الجزئي بعد عطلة رأس السنة اليهودية التي تحل بعد المفاوضات المباشرة· وتأتي تصريحات نتنياهو لطمأنة أحزاب اليمين الإسرائيلي الحليفة وعلى رأسها حزب شاس التي تصر على مواصلة الأنشطة الاستيطانية مباشرة بعد انتهاء فترة التجميد· وقال موسى في تصريح صحفي في سلوفينيا ''نأمل في أن تنجح المحادثات، لكننا جميعا متشائمون بشأن عملية السلام بسبب التجارب السابقة''·