كشفت مصادر أن النائب العام الليبي أصدر اليوم مذكرة اعتقال بحق قائد "عملية الكرامة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعدد من مساعديه، في وقت يتواصل توتر الوضع الأمني في كل من بنغازي وصبراتة وطرابلس. وقالت المصادر ذاتها إن هذه المذكرة شملت أيضا الناطق باسم العملية محمد الحجازي وصقر الجروشي آمر السلاح الجوي لقوات حفتر. كما استدعى النائب العام كلا من رئيس البرلمان الليبي المحل عقيلة صالح ورئيس الحكومة السابقة عبد الله الثني للتحقيق معهما. كما أصدر المؤتمر الوطني العام الليبي قرارا يقضي بحظر التعامل مع أي جهة أخرى غير السلطات الشرعية المتمثلة فيه وفي حكومة الإنقاذ المنبثقة عنه. وفي تعليقه على هذه التطورات، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون إنه لا يعتقد أن مثل هذه القرارات توضح الوضع، بل تجعل الأمور أكثر تعقيدا وتضليلا لليبيين. وتابع "ما من فاعل في الأسرة الدولية يعترف بالوضع كما يصفه المؤتمر الوطني العام، وما يجب أن نسعى إلى تحقيقه هو أن نتحرك في سياق تشارك فيه كل المؤسسات الليبية لتوحيد الليبيين"، مؤكدا أن الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة تتمثل في الحوار. واعتبر ليون أن قرار المحكمة الدستورية العليا لا يزال محل بحث لأنه كما قرأه الفاعلون الدوليّون لا يحدد صورة واضحة بشأن الخريطة المؤسسية والوضع في ليبيا، ف"ليس هناك أي بلد واحد في جميع أنحاء العالم أو أي عضو في الأممالمتحدة أصدر تصورا واضحا لهذا الحكم". وبيّن أن واقع الحال يشير إلى أن ليبيا بلد مقسم وبحكومتين، ويضاف إلى حالة التخبط حكم المحكمة الدستورية العليا الذي يزيد حالة الإحباط في هذا البلد، حسب تعبيره. وفي التطورات الميدانية، أكد آمر كتيبة حماية أمن مطار معيتيقة، أن طائرة حربية استهدفت البوابة الجنوبية للمطار في طرابلس. وأغلقت سلطات المطار المجال الجوي أمام الرِحلات المدنية على خلفية القصف الذي يعد الثاني خلال 24 ساعة، وتم تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة تحسبا لأي استهداف آخر. من ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني أن القوات الحكومية شنت غاراتٍ استهدفت مطار معيتيقة، وذلك في إطار ضربات استباقية ضد مواقع الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية. أما سياسياً فرفض الثني أي حوار داخلي، خصوصا مع الحكومة غير المعترف بها دولياً والتي يترأسها عمر الحاسي قبل الاعتراف بالبرلمان المنتخب، والذي يشكل الشرعية الوحيدة للشعب الليبي. وقال الثني الذي يحظى بالاعتراف الدولي في بيان إن القوات الجوية التابعة لحكومته مسؤولة عن الضربات التي استهدفت مطار العاصمة طرابلس الذي تسيطر عليه حكومة منافسة. وهوجم مطار معيتيقة في طرابلس مرتين هذا الأسبوع في إطار المواجهة المتصاعدة بين الفصائل المتنافسة في البلد الذي يكافح من أجل استعادة الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.