رفع مقتل خمسة جنود أميركيين في أفغانستان عدد قتلى التحالف الدولي المحتل لأفغانستان إلى 29 في خمسة أيام، وهي خسائر بررها الرئيس الأمربكي باراك أوبامائبقوله إنئالمعركة نقلت إلى معاقل طالبان، في وقت قال فيه قائد أمريكي كبير إن الانسحاب الأمريكي لن يكون دفعة واحدة. وأعلنت القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف)، أمس، أن الجنود الخمسة قتلوا في هجومين منفصلين في الشرق والجنوب. وتأتي الخسائر الجديدة بعد يوم من الإعلان عن مصرع سبعة جنود أميركيين، ليرتفع قتلى الجيش الأمريكي هذا الشهر إلى ,55 وإلى 485 عدد قتلى التحالف الدولي منذ بداية العام، مقابل 521 لعام 2009 كله. وفي عمليات أخرى أعلن الناتو أمس أنه بالتعاون مع القوات الأفغانية قتل 19 مسلحًا وأسر خمسة في هجوم جوي بولاية كونر الشرقية. كما أعلنت منظمة أوكسفام البريطانية للإغاثة مقتل ثلاثة من موظفيها الأفغان بانفجار في منطقة جبلية بالشمال. وقد توقع أوباما أمس أن يواجه التحالف الدولي -الذي اقترب تعداده من 150 ألف جندي بينهم مائة ألف أمريكي- ''معارك قاسية جدا''، ودعاه إلى أن يتهيأ لأحداث تزرع ''الحزن''، لكن أوباما -الذي كان يتحدث في قاعدة عسكرية بتكساس قبيل خطاب أعلن فيه رسميا نهاية المهام القتالية في العراق- برر الخسائر المتصاعدة بكون المعركة تنقل إلى معاقل طالبان. وحددت إدارة أوباما جويلية القادم موعدا لبدء الانسحاب من أفغانستان، وهو جدول لقي انتقادات في الولاياتالمتحدة وهاجمه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بحجة أنه يعطي دفعة معنوية لطالبان التي ستدّخر جهدها لما بعد الانسحاب. بل إن المنتقدين يقولون إن أثر هذه الدفعة المعنوية ظهر من الآن وتدل عليه الهجمات الأخيرة. وسيخضع الجدول الزمني على الأرجح للدراسة عندما يحين موعد مراجعة الإستراتيجية الأفغانية الجديدة في ديسمبر القادم. وزاد المخاوف من أن تكون واشنطن أخطأت بالإعلان عن موعد للانسحاب، تصريحُ الجنرال وليام كالدويل الأسبوع الماضي بأن القوات الأفغانية لن تكون جاهزة لتسلم المهام الأمنية قبل 13 شهرا، لكن قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس قال أمس في كابل إن الانسحاب لن يكون مرة واحدة بل متدرجا، وسيحدث على الأرجح في مناطق لا محافظاتٍ بأكملها خاصة التي تشهد معارك ضارية. وأقر في حديث إلى وكالات أنباء بأن طالبان تقاوم بشراسة، وبرّر ذلك بكون قيادتها تلقت ضربات قوية جدا في الجنوب والشرق والشمال، وتحدث عن حربٍ تدخل ''مراحلها الأخيرة''. ويجد حلفاء واشنطن -مع ارتفاع الخسائر- أنفسهم في حرج أمام رأيٍ عام يعارض استمرار المشاركة في الجهد الحربي بأفغانستان. وتعتبر بريطانيا حليف الولاياتالمتحدة الأهم في أفغانستان، حيث تحتفظ بعشرة آلاف جندي حُدد عام 2015 كأجل لانتهاء مهمتهم القتالية. وأكد أمس نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ -في لقاء مع جنود بريطانيين في قاعدة بهلمند- التزام الحكومة بهذا الموعد. كما تعهد بألا يُشمل الجهدُ القتالي البريطاني في أفغانستان بخطةٍ لتقليص النفقات.