تميزت السهرة الثانية من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة بجمال وحيوية فرقة اوتر موزير التي قدمت كوكتيلا من الألحان الممزوجة بالأداء الكوريغرافي والمسرحي بنفس حركية عصر النهضة واحترام أطر المدرسة الباروكية التقليدية مع بعض الإبداعات العصرية التي نالت إعجاب جمهور قاعة "ابن زيدون". وقدم الثنائي اليوناني ايفجينيوس فولغاريس وصلات يونانية أعادت الحضور لزمن جبال الأولمب والأساطير الإغريقية بتزواج آلة السانطور والموندول العثماني العريق وجمال بحة فواغاريس الدافئة التي أضفت على القاعة هالة أسطورية. وأغرت المجموعة الصوتية بروجاكت اندالو الجمهور المحب للألحان فكان الإصغاء بعمق للمنشدة إيمان القندوسي برفقة عازف القانون وضاربات الدف الإيراني ليسافر الصوت في تاريخ وقيم الحسين في العراق والعشق الرباني.. أمام الصوت الذي يعلمك بحق أن تصمت، كانت السهرة الثانية تحفة مهربة من جمال الموسيقى العتيقة. وبدأ ايفجينيوس فولغاريس بدأ تكوينه الموسيقي سنة 1985 من خلال دراسة الموسيقى البيزنطية، وشارك في العديد من الحفلات في اليونان وفي الخارج، بالإضافة إلى نصوص موسيقية لموسيقيين يونانيين واستعان كذلك بتسجيلات للإذاعة والتلفزيون والسينما، ويعد أول من عزف على آلة "الموندول" في أوركسترا الألوان، وفي أفريل 2000 أسس جوق "روميو" الذي حصد آراء ايجابية جدا ولقي ردود فعل مشجعة حول إمكانياته في الموسيقى التركية، ومنذ سنة أسس فرقة مع عازفة السانتوري أورانيا وهما يستعدان لإصدار ألبومهما الأول. من ناحية أخرى، أكدت أورانيا العازفة اليونانية على آلة السانتوري أنها تشارك للمرة الثانية في المهرجان، والمرة الأولى كثنائي مع عازف العود فولغاريس، إذ أعربت سعادتها لحضورها الدورة التاسعة للتظاهرة، لتقديم الموسيقى التقليدية اليونانية، بالعزف على آلات تقليدية كالسانتوري اليوناني الذي يشبه القانون العربي، والعود التركي. وقالت المتحدثة إن الفرقة التي تتكون من الثنائي تأسست منذ سنة، وفي إطار جولتها الفنية، حطت رحالها بالجزائر ضمن المهرجان، مشيرة إلى أنهما في صدد إطلاق ألبوم موسيقي غنائي مستوحى من التراث اليوناني، بلمسة فنية جديدة على مستوى نقاوة الصوت، وذلك دون الاستغناء عن الصوت الطبيعي للآلات التقليدية. وبخصوص الموسيقى اليونانية، قالت أورانيا أنها تتميز بالمزج مع أنواع موسيقية تقليدية خاصة بالمنطقة، وتأثرها بالموسيقى العربية والتركية.